"""""" صفحة رقم ١٢٥ """"""
القمر :( ١٨ ) كذبت عاد فكيف.....
قوله ( كذبت عاد ) هم قوم عاد ( فكيف كان عذابي ونذر ) أي فاسمعوا كيف كان عذابي لهم وإنذاري إياهم ونذر مصدر بمعنى إنذار كما تقدم تحقيقه والاستفهام للتهويل و التعظيم
القمر :( ١٩ ) إنا أرسلنا عليهم.....
( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) هذه الجملة مبينة لما أجمله من العذاب والصرصر شدة البرد أي ريح شديدة البرد وقيل الصرصر شدة الصوت وقد تقدم بيانه في سورة حم السجدة ( في يوم نحس مستمر ) أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه وقد كانوا يتشاءمون بذلك اليوم قال الزجاج قيل في يوم الأربعاء في آخر الشهر قرأ الجمهور في يوم نحس بإضافة يوم إلى نحس مع سكون الحاء وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة أو على تقدير مضاف أي في يوم عذاب نحس وقرا الحسن بتنوين يوم على أن نحس صفة له وقرا هارون بكسر الحاء قال الضحاك كان ذلك اليوم مرا عليهم وكذا حكى الكسائى عن قوم أنهم قالوا هو من المرارة وقيل هو من المرة بمعنى القوة أي في يوم قوى الشؤم مستحكمة كالشيء المحكم القتل الذي لا يطاق نقضه والظاهر أنه من الاستمرار لا من المرارة ولا من المرة أي دام عليهم العذاب فيه حتى أهلكهم وشمل بهلاكه كبيرهم وصغيرهم
القمر :( ٢٠ ) تنزع الناس كأنهم.....
وجملة ( ى تنزع الناس ) في محل نصب على أنها صفة لريحا أو حال منها ويجوز أن يكون استئنافا أي تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها قال مجاهد كانت تقلعهم من الأرض فترمي بهم على رءوسهم فتدق أعناقهم وتبين رءوسهم من أجسادهم وقيل تنزع الناس من البيوت وقيل من قبورهم لأنهم حفروا حفائر ودخلوها ( كأنهم أعجاز نخل منقعر ) الأعجاز جمع عجز وهو مؤخر الشيء والمنقعر المنقطع من أصله يقال قعرت النخلة إذا قلعتها من أصلها حتى تسقط شبههم في طول قاماتهم حين صرعتهم الريح وطرحتهم على وجوههم بالنخل الساقط على الأرض التي ليست لها رءوس وذلك أن الريح قلعت رءوسهم أولا ثم كتبتهم على وجوههم وتذكير منقعر مع كونه صفة لأعجاز نخل وهي مؤنثه اعتبارا باللفظ ويجوز تأنيثه اعتبارا بالمعنى كما قال أعجاز نخل خاوية قال المبرد كل ما ورد عليك من هذا الباب إن شئت رددته إلى اللفظ وتذكيرا أو إلى المعنى تأنيثا وقيل إن النخل والنخيل يذكر ويؤنث
القمر :( ٢١ ) فكيف كان عذابي.....
( فكيف كان عذابي ونذر ) قد تقدم تفسيره قريبا
القمر :( ٢٢ - ٢٣ ) ولقد يسرنا القرآن.....
وكذلك قوله ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ثم لما ذكر سبحانه تكذيب عاد أتبعه بتكذيب ثمود فقال ( كذبت ثمود بالنذر ) يجوز أن يكون جمع نذير أي كذبت بالرسل المرسلين إليهم ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإنذار أي كذبت بالإنذار الذي أنذروا به وإنما كان تكذيبهم لرسولهم وهو صالح تكذيبا للرسل لأن من كذب واحدا من الإنبياء فقد كذب سائرهم لاتفاقهم في الدعوة إلى كليات الشرائع
القمر :( ٢٤ ) فقالوا أبشرا منا.....
( فقالوا أبشر منا واحدا نتبعه ) الاستفهام لإنكار أي كيف نتبع بشرا كائنا من جنسنا منفردا وحده لا متابع له على ما يدعوا إليه قرأ الجمهور بنصب بشرا على الاشتغال أي أنتبع بشرا واحدا وقرأ أبو السماك والداني وأبو الأشهب وأبن السميفع بالرفع على الإبتداء وواحدا صفته ونتبعه خبره وروى عن أبي السماك أنه قرأ برفع بشرا ونصب واحدا على الحال ( إنا إذا لفي ضلال ) أي إنا إذا اتبعناه لفي خطأ وذهاب عن الحق ( وسعر ) أي عذاب


الصفحة التالية
Icon