"""""" صفحة رقم ١٣٨ """"""
تصير السماء في حمرة الورد وجريان الدهن أي تذوب مع الانشقاق حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم وتصير مثل الدهن لذوبانها وقيل الدهان الجلد الأحمر وقال الحسن كالدهان أي كصبيب الدهن فإنك إذا صببته ترى فيه اللون وقال زيد بن أسلم إنها تصير كعصير الزيت قال الزجاج إنها اليوم خضراء وسيكون لها لون أحمر قال الماوردي وزعم المتقدمون أن أصل ألوان السماء الحمرة وأنها لكثيرة الحوائل وبعد المسافة ترى بهذا الالوان الأزرق
الرحمن :( ٣٨ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإن من جملتها ما في هذا التهديد والتخويف من حسن العاقبة بالإقبال على الخير والإعراض عن الشر
الرحمن :( ٣٩ ) فيومئذ لا يسأل.....
( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) أي يوم تشقق السماء لا يسأل أحد من الإنس ولا من الجن عن ذنبه لأنهم يعرفون بسيماهم عند خروجهم من قبورهم والجمع بين هذه الآية وبين مثل قوله فوربك لنسألنهم أجمعين أن ما هنا يكون في وقف والسؤال في موقف آخر من مواقف القيامة وقيل إنهم لا يسألون هنا سؤال استفهام عن ذنوبهم لأن الله سبحانه قد أحصى الأعمال وحفظها على العباد ولكن يسألون سؤال توبيخ وتقريع ومثل هذه الآية قوله ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون قال أبو العالية المعنى لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم وقيل إن عدم السؤال هو عند البعث والسؤال هو في موقف الحساب
الرحمن :( ٤٠ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإن من جملتها هذا الوعيد الشديد لكثرة ما يترتب عليه من الفؤائد
الرحمن :( ٤١ ) يعرف المجرمون بسيماهم.....
( يعرف المجرمون بسيماهم ) هذه الجملة جارية مجرى التعليل لعدم السؤال السيما العلامة قال الحسن سيماهم سواد الوجوه وزرقة الأعين كما في قوله ونحشر المجرمين يومئذ زرقا وقال يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وقيل سيماهم ما يعلوهم من الحزن والكآبة ( فيؤخذ بالنواصي والأقدام ) الجار والمجرور في محل رفع على أنه النائب والنواصي شعور مقدم الرؤوس والمعنى أنها تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي وتلقيهم الملائكة في النار قال الضحاك يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره وقيل تسحهم الملائكة إلى النار تارة تأخذ بنواصيهم وتجرهم على وجوههم وتارة تأخذ بأقدامهم وتجرهم على رؤوسهم
الرحمن :( ٤٢ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإن من جملتها هذا الترهيب الشديد والوعيد البالغ الذي ترجف له القلوب وتضطرب لهوله الأحشاء
الرحمن :( ٤٣ ) هذه جهنم التي.....
(هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون ) أي يقال لهم عند ذلك هذه جهنم التي تشاهدونها وتنظرون إليها مع أنكم كنتم تكذبون بها وتقولون إنها لا تكون والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل فماذا يقال لهم عند الآخذ بالنواصي والإقدام فقيل يقال لهم هذه جهتهم تقريعا لهم وتوبيخا
الرحمن :( ٤٤ ) يطوفون بينها وبين.....
( يطوفون بينها ) أي بين جهنم فتحرقهم ( وبين حميم آن ) فتصب على وجوههم والحميم الماء الحار والآن الذي قد انتهى حره وبلغ غايته كذا قال الفراء قال الزجاج أنى يأتي أنى فهو آن إذا انتهى في النضج والحرارة ومنه قول النابغة الذبياني وتخضب لحية غدرت وخانت
بأحمر من نجيع الجوف آن
وقيل هو واد من أودية جهنم يجمع فيه صديد أهل النار فيغمسون فيه قال قتادة يطوفون مرة في الحميم ومرة بين الجحيم
الرحمن :( ٤٥ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإن من جملتها النعمة الحاصلة بهذا التخويف وما يحصل به من الترغيب في الخير والترهيب عن الشر
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن جرير وأبن المنذر وابن أبي حاتم وابو الشيخ في العظمة وأبن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبن عباس في قوله ( ذو الجلال والإكرام ) ذو الكبرياء والعظمة وأخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم عنه ( ويسأله من في السموات ) قال مسألة عباده إياه الرزق والموت والحياة كل يوم هو في ذلك وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والبزار وأبن جرير والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وأبن منده وأبن مردويه