"""""" صفحة رقم ١٤٨ """"""
سورة الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا وقد تقدم بيانه في الفرقان عند تفسير قوله فجعلناه هباء منثورا قرأ الجمهور منبثا بالمثلثه وقرأ مسروق والنخعي وأبو حبوة بالتاء المثناة من فوق أي منقطعا من قولهم بته الله أي قطعة
الواقعة :( ٧ ) وكنتم أزواجا ثلاثة
ثم ذكر سبحانه أحوال الناس واختلافهم فقال ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) والخطاب لجميع الناس أو للأمة الحاضرة والأزواج الأصناف والمعنى وكنتم في ذلك اليوم أصنافا ثلاثة
الواقعة :( ٨ ) فأصحاب الميمنة ما.....
ثم فسر سبحانه هذه الأصناف فقال ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) أي أصحاب اليمين وهم الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم أو الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة وأصحاب الميمنة مبتدأ وخبره ما أصحاب الميمنة أي أي شيء هم في حالهم وصفتهم والاستفهام للتعظيم والتفخيم وتكرير المبتدأ هنا بلفظه معنى عن الضمير الرابط كما في قوله الحاقة ما الحاقة والقارعة ما القارعة ولا يجوز مثل هذا إلا في مواضع التفخيم والتعظيم
الواقعة :( ٩ ) وأصحاب المشأمة ما.....
( و ) الكلام في ( أصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) كالكلام في أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة والمراد الذي يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار أو يأخذون صحائف أعمالهم بشمالهم والمراد تعجيب السامع من حال الفريقين في الفخامة والفظاعة كأنه قيل فأصحاب الميمنة في نهاية السعادة وحسن الحال وأصحاب المشأمة في نهاية الشقاوة وسوء الحال وقال السدي أصحاب الميمنة هم الذين كانوا عن يمين حين آدم أخرجت الذرية من صلبه المشأمة وأصحاب المشأمة هم الذين كانوا عن شماله وقال زيد أبن أسلم أصحاب الميمنة هم الذين أخذوا من شق آدم الأيمن واصحاب المشامة هم الذين أخذوا من شقة الأيسر وقال أبن جريج أصحاب الميمنة هم أهل الحسنات وأصحاب المشأمة هم أهل السيئات وقال الحسن والربيع أصحاب الميمنة هم الميامين على إنفسهم بالأعمال الصالحة وأصحاب المشأمة هم المشائيم على إنفسهم بالأعمال القبيحة وقال المبرد أصحاب الميمنة أصحاب التقدم وأصحاب المشأمة أصحاب التأخر والعرب تقول اجعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك أي اجعلني من المتقدمين ولا تجعلني من المتأخرين ومنه قول أبن الدمينة أبنيتي أفى يمنى يديك جعلتني
فأفرح أم صيرتني في شمالك
الواقعة :( ١٠ ) والسابقون السابقون
ثم ذكر سبحانه الصنف الثالث فقال ( والسابقون السابقون ) والتكرير فيه للتفخيم والتعظيم كما مر في القسمين الأولين كما تقول أنت أنت وزيد زيد والسابقون مبتدأ وخبره السابقون وفيه تأويلان أحدهما أنه بمعنى السابقون هم الذين اشتهرت حالهم بذلك والثاني أن متعلق السابقين مختلف والتقدير والسابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة والأول أولى لما فيه من الدلالة على التفخيم والتعظيم قال الحسن وقتادة هم السابقون إلى الإيمان من كلامه وقال محمد بن كعب إنهم الأنبياء وقال أبن سيرين هم الذين صلوا إلى القبلتين وقال مجاهد هم الذين سبقوا إلى الجهاد وبه قال الضحاك وقال سعيد بن جبير هم السابقون إلى التوبة وأعمال البر وقال الزجاج المعنى والسابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله قيل ووجه تأخير هذا الصنف الثالث مع كونه أشرف من الصنفين الأولين هو أن يقترن به وما بعده
الواقعة :( ١١ - ١٢ ) أولئك المقربون
وهو قوله ( أولئك المقربون في جنات النعيم ) فالإشارة هي إليهم أي المقربون إلى جزيل ثواب الله وعظيم كرامته أو الذين قربت درجاتهم وأعليت مراتبهم عند الله وقوله في جنات النعيم متعلق بالمقربون أي مقربون عند الله في جنات النعيم ويجوز أن يكون خبرا ثانيا لأولئك وأن يكون حالا من الضمير في المقربون أي كائنين فيها قرأ الجمهور في جنات بالجمع وقرأ طلحة بن مصرف في جنة بالإفراد وإضافة الجنات إلى النعيم من إضافة المكان إلى ما يكون فيه كما يقال دار الضيافة ودار الدعوة ودار العدل
الواقعة :( ١٣ ) ثلة من الأولين
وارتفاع ( ثلة من الأولين ) على أنه خبر مبتدأ محذوف أي


الصفحة التالية
Icon