"""""" صفحة رقم ١٥٨ """"""
سلا عن تذكره تكتما
وكان رهينا بها مغرما
يقال أغرم فلان بفلان أي أولع وقال مقاتل مهلكون قال النحاس مأخوذ من الغرام وهو الهلاك ومنه قول الشاعر ويوم النسار ويوم الجبا
ركان عليكم عذابا مقيما
الواقعة :( ٦٧ ) بل نحن محرومون
والظاهر من السياق المعنى الأول أي إنا لمغرمون بذهاب ما حرثناه ومصيره حطاما ثم أضربوا عن قولهم هذا وانتقلوا فقالوا ( بل نحن محرومون ) أي حرمنا رزقنا بهلاك زرعنا والمحروم الممنوع من الرزق الذي لا حظ له فيه وهو المحارف
الواقعة :( ٦٨ ) أفرأيتم الماء الذي.....
( أفرأيتم الماء الذي تشربون ) فتسكنون به ما يلحقكم من العطش وتدفعون به ما ينزل بكم من الظمأ واقتصر سبحانه على ذكر الشرب مع كثرة فوائد الماء ومنافعه لأنه أعظم فوائده وأجل منافعه
الواقعة :( ٦٩ ) أأنتم أنزلتموه من.....
( ءأنتم أنزلتموه من المزن ) أي السحاب قال في الصحاح قال أبو زيد المزنة السحابة البيضاء والجمع مزن والمزنة المطر قال الشاعر ألم تر أن الله أنزل مزنة
وعفر الظبا في الكنائس تقمع
ومما يدل على أنه السحاب قول الشاعر فنحن كماء المزن ما في نصابنا
كهام ولا فينا يعد بخيل
وقول الآخر فلا مزنة ودقت ودقها
ولا أرض أبقل إبقالها
( أم نحن المنزلون ) له بقدرتنا دون غيرنا فإذا عرفتم ذلك فكيف لا تقرون بالتوحيد وتصدقون بالبعث
الواقعة :( ٧٠ ) لو نشاء جعلناه.....
ثم بين لهم سبحانه أنه لو يشاء لسلبهم هذه النعمة فقال ( لو نشاء جعلناه أجاجا ) الأجاج الماء الشديد الملوحة الذي لا يمكن شربه وقال الحسن هو الماء المر الذى لا ينتفعون به في شرب ولا زرع ولا غيرهما ( فلولا تشكرون ) أي فهلا تشكرون نعمة الله الذي خلق لكم ماء عذبا تشربون منه وتنتفعون به
الواقعة :( ٧١ ) أفرأيتم النار التي.....
( أفرأيتم النار التي تورون ) أي أخبروني عنها ومعنى تورون تستخرجونها بالقدح من الشجر الرطب يقال أوريت النار إذا قدحتها
الواقعة :( ٧٢ ) أأنتم أنشأتم شجرتها.....
( ءأنتم أنشأتم شجرتها ) التي يكون منها الزنود وهي المرخ والعفار تقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ( أم نحن المنشئون ) لها بقدرتنا دونكم ومعنى الإنشاء الخلق وعبر عنه بالإنشاء للدلالة على ما في ذلك من بديع الصنعة وعجيب القدرة
الواقعة :( ٧٣ ) نحن جعلناها تذكرة.....
( نحن جعلناها تذكرة ) أي جعلنا هذه النار التي في الدنيا تذكرة لنار جهنم الكبرى قال مجاهد وقتادة تبصرة للناس في الظلام وقال عطاء موعظة ليتعظ بها المؤمن ( ومتاعا للمقوين ) أي منفعة للذين ينزلون بالقواء وهي الأرض القفر كالمسافرين وأهل البوادي النازلين في الأراضي المقفرة يقال أرض قواء بالمد والقصر أي مقفرة ومنه قول النابغة يا دار مية بالعلياء فالسند
أقوت وطال عليها سالف الأمد
وقال عنترة حييت من طلل تقادم عهده
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
وقول الآخر ألم تسأل الربع القواء فينطق
وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق
ويقال أقوى إذا سافر أي نزل القوي وقال مجاهد المقوين المستمتعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والاصطلاء والاستضاءة وتذكر نار جهنم وقال ابن زيد للجائعين في إصلاح طعامهم يقال أقويت منذ كذا وكذا أي ما أكلت شيئا وبات فلان القوي أي بات جائعا ومنه قول الشاعر