"""""" صفحة رقم ١٦ """"""
سورة الأحقاف ( ١٠ ١٦
الأحقاف :( ١٠ ) قل أرأيتم إن.....
قوله ( قل أرأيتم ) أي أخبروني ( إن كان من عند الله ) يعني ما يوحى إليه من القرآن وقيل المراد محمد ( ﷺ ) والمعنى إن كان مرسلا من عند غير الله وقوله ( وكفرتم به ) في محل نصب على الحال بتقدير قد وكذلك قوله ( وشهد شاهد من بني أسرائيل على مثله ) والمعنى أخبروني إن كان ذلك في الحقيقة من عند الله والحال أنكم قد كفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل العالمين بما انزل الله في التوراة على مثله أي القرآن من المعاني الموجودة في التوراة المطابقة له من إثبات التوحيد والبعث المنشور وغير ذلك وهذه المثلية هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ وقال الجرجاني مثل صلة والمعنى وشهد شاهد عليه إنه من عند الله وكذا قال الواحدى ٠ فآمن ) الشاهد بالقرآن لما تبين له أنه من كلام الله ومن جنس ما ينزله على رسله وهذا الشاهد من بني إسرائيل هو عبد الله بن سلام كما قال الحسن ومجاهد وقتادة وعكرمة وغيرهم وفي هذا نظر فإن السورة مكية بالإجماع وعبدالله بن سلام كان إسلامه بعد الهجرة فيكون المراد بالشاهد رجلا من أهل الكتاب قد آمن بالقرآن في مكة وصدقه واختار هذا ابن جرير وسيأتي في آخر البحث ما يترجح به أنه عبد الله بن سلام وإن هذه الآية مدنية لا مكية وروى عن مسروق أن المراد بالرجل موسى عليه السلام وقوله ( واستكبرتم ) معطوف على شهد آي آمن الشاهد واستكبرتم أنتم عن الإيمان ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) فحرمهم الله سبحانه الهداية لظلمهم لأنفسهم بالكفر بعد قيام الحجة الظاهرة على وجوب الإيمان ومن فقد هداية الله له ضل وقد اختلف في جواب الشرط ماذا هو فقال الزجاج محذوف تقديره أتؤمنون وقيل قوله ( فآمن واستكبرتم ) وقيل محذوف تقديره فقد ظلمتم لدلالة ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) عليه وقيل تقديره فمن


الصفحة التالية
Icon