"""""" صفحة رقم ١٦١ """"""
المتطهرون
الواقعة :( ٨٠ ) تنزيل من رب.....
( تنزيل من رب العالمين ) قرأ الجمهور بالرفع وقرئ بالنصب فالرفع على إنه صفة أخرى لقرآن أو خبر مبتدأ محذوف والنصب على الحال
الواقعة :( ٨١ ) أفبهذا الحديث أنتم.....
( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ) الإشارة إلى القرآن المنعوت بالنعوت السابقة والمدهن والمداهن المنافق كذا قال الزجاج وغيره وقال عطاء وغيره هو الكذاب وقال مقاتل بن سليمان وقتادة مدهنون كافرون كما في قوله ودوا لو تدهن فيدهنون وقال الضحاك مدهنون معرضون وقال مجاهد ممالئون للكفار على الكفر وقال أبو كيسان المدهن الذي لا يعقل حق الله عليه ويدفعه بالعلل والأول أولى لأن أصل المدهن الذي ظاهره خلاف باطنه كأنه يشبه الدهن في سهولته قال المؤرخ المدهن المنافق الذي يلين جانبه ليخفي كفره والإدهان والمداهنة التكذيب والكفر والنفاق وأصله اللين وأن يسر خلاف ما يظهر وقال في الكشاف مدهنون أي متهاونون به كمن يدهن في الأمر أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به انتهى قال الراغب والإدهان في الأصل مثل التدهين لكل جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجد كما جعل التقريد وهو نزع القراد عبارة عن ذلك ويؤيد ما ذكره قول أبي قيس بن الأسلت الحزم والقوة خير من
الأدهان والعهه والهاع
الواقعة :( ٨٢ ) وتجعلون رزقكم أنكم.....
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) في الكلام مضاف محذوف كما حكاه الواحدي عن المفسرين أي تجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون بنعمة الله فتضعون التكذيب موضع الشكر وقال الهيثم إن أزدشنوءة يقولون ما رزق فلان أي ما شكر وعلى هذه اللغة لا يكون في الآية مضاف محذوف بل معنى الرزق الشكر ووجه التعبير بالرزق عن الشكر أن الشكر يفيض زيادة الرزق فيكون الشكر رزقا تعبيرا بالسبب عن المسبب ومما يدخل تحت هذه الآية قول الكفار إذا سقاهم الله وأنزل عليهم المطر سقينا بنوء كذا ومطرنا بنوء كذا قال الأزهري معنى الآية وتجعلون بدل شكركم رزقكم الذي رزقكم الله التكذيب بأنه من عند الله الرزاق وقرأ علي وأبن عباس وتجعلون شكركم وقرأ الجمهور أنكم تكذبون بالتشديد من التكذيب وقرأ علي وعاصم في رواية عنه بالتخفيف من الكذب
الواقعة :( ٨٣ ) فلولا إذا بلغت.....
( فلولا إذا بلغت الحلقوم ) أي فهلا إذا بلغت الروح أو النفس الحلقوم عند الموت ولم يتقدم لها ذكر لأن المعنى مفهوم عندهم إذا جاؤوا بمثل هذه العبارة ومنه قول حاتم طي أماوى ما يغني الثراء عن الفتى
إذا بلت حشرجت يوما وضاق بها الصدر
الواقعة :( ٨٤ ) وأنتم حينئذ تنظرون
( وأنتم حينئذ تنظرون ) إلى ما هو فيه ذلك الذي بلغت نفسه أو روحه الحلقوم قال الزجاج وأنتم يا أهل الميت في تلك الحال ترون الميت قد صار إلى أن تخرج نفسه والمعنى أنهم في تلك الحال لا يمكنهم الدفع عنه ولا يستطيعون شيئا ينفعه أو يخفف عنه ما هو فيه
الواقعة :( ٨٥ ) ونحن أقرب إليه.....
( ونحن أقرب إليه منكم ) أي بالعلم والقدرة والرؤية وقيل أراد ورسلنا الذين يتولون قبضة أقرب إليه منكم ( ولكن لا تبصرون ) أي لا تدركون ذلك لجهلكم بأن الله أقرب إلى عبده من حبل الوريد أو لا تبصرون ملائكة الموت الذين يحضرون الميت ويتولون قبضه
الواقعة :( ٨٦ - ٨٧ ) فلولا إن كنتم.....
( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها ) يقال دان السلطان رعيته إذا ساسهم واستعبدهم قال الفراء دنته ملكته وأنشد للحطيئة لقد دنت أمر بنيك حتى
تركتهم أدق من الطحين
أي ملكت ويقال دانه إذا أذلة واستعبده وقيل معنى مدينين محاسبين وقيل مجزيين ومنه قول الشاعر ولم يبق سوى العدوا
ن دناهم كما دانوا
والمعنى الأول ألصق بمعنى الآية أي فهلا إن كنتم غير مربوبين ومملوكين ترجعونها أي النفس التي قد


الصفحة التالية
Icon