"""""" صفحة رقم ١٦٢ """"""
بلغت الحلقوم إلى مقرها الذي كانت فيه ( إن كنتم صادقين ) ولن ترجعوها فبطل زعمكم إنكم غير مربوبين ولا مملوكين والعامل في قوله إذا بلغت هو قوله ترجعونها ولولا الثانية تأكيد للأولى قال الفراء وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد
الواقعة :( ٨٨ ) فأما إن كان.....
ثم ذكر سبحانه طبقات الخلق عند الموت وبعده فقال ( فاما أن كان من المقربين ) أبي السابقين من الثلاثة الأصناف المتقدم تفصيل أحوالهم
الواقعة :( ٨٩ ) فروح وريحان وجنة.....
( فروح وريحان وجنة نعيم ) قرأ الجمهور روح بفتح الراء ومعناها الراحة من الدنيا والاستراحة من أحوالها وقال الحسن الروح الرحمة وقال مجاهد الروح الفرح وقرأ ابن عباس وعائشة والحسن وقتادة ونصر بن عاصم والجحدري فروح بضم الراء ورويت هذه القراءة عن يعقوب قيل ومعنى هذه القراءة الرحمة لأنها كالحياة للمرحوم والريحان الرزق في الجنة قاله مجاهد وسعيد أبن جبير ومقاتل قال مقاتل هوالرزق بلغة حمير يقال خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه ومنه قول النمر أبن تولب سلام الإله وريحانه
ورحمته وسماء درر
وقال قتادة إنه الجنة وقال الضحاك هو الرحمة وقال الحسن هو الريحان المعروف الذي يشم قال قتادة والربيع بن خيثم هذا عند الموت والجنة مخبوءة له إلى أن يبعث وكذا قال أبو الجوزاء وأبو العالية ومعنى وجنة نعيم أنها ذات تنعم وارتفاع روح وما بعده على الإبتداء والخبر محذوف أي فله روح
الواقعة :( ٩٠ ) وأما إن كان.....
( وأما إن كان ) ذلك المتوفى ( من أصحاب اليمين ) وقد تقدم ذكرهم وتفصيل أحوالهم وما أعده الله لهم من الجزاء
الواقعة :( ٩١ ) فسلام لك من.....
( فسلام لك من أصحاب اليمين ) أي لست ترى فيهم إلا ما تحب من السلامة فلا تهتم بهم فإنه يسلمون من عذاب الله وقيل المعنى سلام لك منهم أي أنت سالم من الاغتمام بهم وقيل المعنى إنهم يدعون لك ويسلمون عليك وقيل إنه صلى الله عليه وإله وسلم يحيى السلام بالسلام إكراما وقيل هو إخبار من الله سبحانه بتسليم بعضهم على بعض وقيل المعنى سلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين
الواقعة :( ٩٢ ) وأما إن كان.....
( وأما إن كان من المكذبين الضالين ) أي المكذبين بالبعث الضالين عن الهدى وهو أصحاب الشمال المتقدم ذكرهم وتفصيل أحوالهم
الواقعة :( ٩٣ ) فنزل من حميم
( فنزل من حميم ) أي فله نزل يعد لنزوله من حميم وهو الماء الذي قد تناهت حرارته وذلك بعد أن يأكل من الزقوم كما تقدم بيانه
الواقعة :( ٩٤ ) وتصلية جحيم
( وتصلية جحيم ) يقال إصلاة النار وصلاة أي إذا جعله في النار وهو منة إضافة المصدر إلى المفعول أو إلى المكان قال المبرد وجواب الشرط في هذه الثلاثة المواضع محذوف والتقدير مهما يكن من شيء فروح الخ وقال الأخفش إن الفاء في المواضع الثلاثة هي جواب أما وجواب حرف الشرط قرأ الجمهور وتصلية بالرفع عطفا على فنزل وقرأ أبو عمرو في رواية عنه بالجر عطفا على حميم أي فنزل من حميم ومن تصلية جحيم
الواقعة :( ٩٥ ) إن هذا لهو.....
( إن هذا لهو حق اليقين ) الإشارة إلى ما ذكر في هذه السورة أو إلى المذكور قريبا من أحوال المتفرقين لهو حق اليقين أي محض اليقين وخالصه وإضافة حق إلى اليقين من باب إضافة الشيء إلى نفسه قال المبرد هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين هذا عند الكوفيين وجوزوا ذلك لاختلاف اللفظ وأما البصريون فيجعلون المضاف إليه محذوفا والتقدير حق الأمر اليقين أو الخبر اليقين
الواقعة :( ٩٦ ) فسبح باسم ربك.....
والفاء في ( فسبح باسم ربك العظيم لترتيب ما بعدها على ما قبلها أي نزهه عما لا يليق بشأنه والباء متعلقة بمحذوف أي فسبح ملتبسا باسم ربك للتبرك به وقيل المعنى فصل بذكر ربك وقيل الباء زائدة والاسم بمعنى الذات وقيل هي للتعدية لأن سبح يتعدى بنفسه تارة ويتعدى بالحرف أخرى والأول أولى