"""""" صفحة رقم ٢٨١ """"""
الحاقة :( ١٠ ) فعصوا رسول ربهم.....
( فعصوا رسول ربهم ) أي فعصت كل أمة رسولها المرسل إليها قال الكلبي هو موسى وقيل لوط لأنه أقرب قيل ورسول هنا بمعنى رسالة ومنه قول الشاعر لقد كذب الواشون ما بحت عندهم
بسر ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة ( فأخذهم أخذة رابية ) أي أخذهم الله أخذة نامية زائدة على أخذات الأمم والمعنى أنها بالغة في الشدة إلى الغاية يقال ربي لشيء يربوا إذا زاد وتضاعف قال الزجاج تزيد على الأخذات قال مجاهد شديدة
الحاقة :( ١١ ) إنا لما طغى.....
( إنا لما طغى الماء ) أي تجاوز حدة في الأرتفاع والعلو وذلك في زمن نوح لما أصر قومه على الكفر وكذبوه وقيل طغى على خزانة من الملائكة غضبا لربه فلم يقدروا على حبسه قال قتادة زاد على كل شيء خمسة عشر درعا ( حملناكم في الجارية ) أي في أصلاب آبائكم أو حملناهم وحملناكم في أصلابهم تغليبا للمخاطبين على الغائبين والجارية سفينة نوح وسميت جارية لأنها تجري في الماء ومحل في الجارية النصب على الحال أي رفعناكم فوق الماء حال كونكم في السفينة
الحاقة :( ١٢ ) لنجعلها لكم تذكرة.....
ولما كان المقصود من ذكر قصص هذه الأمم وذكر ما حل بهم من العذاب زجر هذه الأمة عن الأقتداء بهم في معصية الرسول قال ( لنجعلها لكم تذكرة ) أي لنجعل هذه الأمور المذكورة لكم با امة محمد عبرة وموعظة تستدلون بها على عظيم قدرة الله وبديع صنعه أو لنجعل هذه الفعلة التي هي عبارة عن إنجاء المؤمنين وإغراق الكافرين لكم تذكرة ( وتعيها أذن واعية ) أي تحفظها بعد سماعها أذن حافظة لما سمعت قال الزجاج يقال أوعيت كذا أي حفظته في نفسي أعيه وعيا ووعيت العلم ووعيت ما قلته كله بمعنى وأوعيت المتاع في الوعاء ويقال لكل ما وعيته في غير نفسك أوعيته بالألف ولما حفظته في نفسك وعيته بغير ألف قال قتادة في تفسير هذه الاية أذن سمعت وعقلت ما سمعت قال الفراء المعنى لتحفظها كل اذن عظة لمن يأتي بعد قرأ الجمهور تعيها بكسر العين وقرأ طلحة بن مصرف وحميد الأعرج وأبو عمرو في رواية عنه بإسكان العين تشبيها لهذه الكلمة برحم وشهد وإن لكن يكن من ذلك قال الرازي وروى عن أبن كثير إسكان العين جعل حرف المضارعة مع ما بعده بمنزلة كلمة واحدة فخفف وأسكن كما أسكن الحرف المتوسط من فخذ وكبد وكتف انتهى والأولى أن يكون هذا من باب إجراء الوصل مجرى الوقف كما في قراءة من قرأ وما يشعركم بسكون الراء قال القرطبي واختلفت القراءة فيها عن عاصم وأبن كثير يعني تعيها
الحاقة :( ١٣ ) فإذا نفخ في.....
( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ) هذا شروع في بيان الحاقة وكيف وقوعها بعد بيان شانها بإهلاك المكذبين قال عطاء يريد النفخة الأولى وقال الكلبي ومقاتل يريد النفخة الأخيرة قرأ الجمهور ط نفخة ٤ واحدة بالرفع فيهما على أن نفخة مرتفعة على النيابة وواحدة تأكيد لها وحسن تذكير الفعل لوقوع الفصل وقرا أبو السماك بنصبهما على أن النائب هو الجار والمجرور قال الزجاج قوله ( في الصور ) يقوم مقام ما لم يسم فاعله
الحاقة :( ١٤ ) وحملت الأرض والجبال.....
( وحملت الأرض والجبال ) أي رفعت من أماكنها وقلعت عن مقارها بالقدرة الإلهية قرأ الجمهور حملت بتخفيف الميم وقرا الأعمش وأبن أبي عبلة وأبن مقسم وأبن عامر في رواية عنه بتشديدها للتكثير أو للتعدية ( فدكتا دكة واحدة ) أي فكسرتا كسرة واحدة لا زيادة عليها أو ضربتا ضربة واحدة بعضهما ببعض حتى صارتا كثيبا مهيلا وهباء منبثا قال الفراء ولم يقل فدككن لأنه جعل الجبال كلها كالجملة الواحدة ومثله قوله تعالى أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وقيل دكتا بسطة واحدة ومنه أندك سنام البعير إذا انفرش على ظهره
الحاقة :( ١٥ ) فيومئذ وقعت الواقعة
( فيومئذ وقعت الواقعة ) أي قامت القيامة
الحاقة :( ١٦ ) وانشقت السماء فهي.....
( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) أي انشقت بنزول ما فيها من الملائكة