"""""" صفحة رقم ٢٨٤ """"""
الحاقة :( ١٩ ) فأما من أوتي.....
لما ذكر سبحانه الغرض ذكر ما يكون فيه فقال ( فأما من أوتى كتابه بيمينه ) أي أعطى كتابه الذي كتبته الحفظه عليه من أعماله ( فيقول هاؤم أقرءوا كتابيه ) يقول ذلك سرورا وابتهاجا قال أبن السكيت والكسائي العرب تقول ها يارجل واللاثنين هاؤما يا رجلان وللجمع هاؤم يا رجال قيل والأصل هاؤكم فأبدلت الهمزة من الكاف قال أبن زيد ومعنى هاؤم تعالوا وقال مقاتل هلم وقيل خذوا والذي صرح به النحاة أنها بمعنى خذ يقول ها بمعنى خذ وهاؤما بمعنى خذا وهاؤم بمعنى خذوا. فهي أسم فعل وقد يكون فعلا صريحا لاتصال الضمائر البارزة المرفوعة بها وفيها ثلاث لغات كما هو معروف في علم الإعراب وقوله ط كتابيه معمول لقوله أقرؤوا لأنه أقرب الفعلين ومعمول ط هاؤم محذوف يدل عليه معمول أقرءوا والتقدير هاؤم كتابيه واقرؤوا كتابيه والهاء في كتابيه وحسابيه وسلطاني وماليه هي هاء السكت قرأ الجمهور في هذه بإثبات الهاء وقفا ووصلا مطابقة لرسم المصحف ولولا ذلك لحذفت في الوصل كما هو شأن هاذ السكت واختار أبو عبيد أن يعتمد الوقف عليها ليوافق اللغة في إلحاق الهاء في السكت ويوافق الخط يعني خط المصحف وقرأ أبن محيصن وأبن أبي إسحاق وحميد ومجاهد والأعمش ويعقوب بحذفها وصلا وإثباتها وقفا في جميع هذه الألفاظ ورويت هذه القراءة عن حمزة واختار أبو حاتم هذه القراءة اتباعا للغة وروى عن أبن محيصن أنه قرأ بحذفها وصلاو وقفا
الحاقة :( ٢٠ ) إني ظننت أني.....
( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) أي علمت وأيقنت في الدنيا أني أحاسب في الاخرة وقيل المعنى إني ظننت إني أن ياخذني الله بسيئاتي فقد تفضل على بعفوه ولم يؤاخذني قال الضحاك كل ظن في القرآن فهو يقين ومن الكافر فهو شك قال مجاهد ظن الآخرة يقين وظن الدنيا شك قال الحسن في هذه الآية إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل للآخرة وإن الكافر أساء الظن بربه فأساء العمل قيل والتعبير بالظن هنا للإشعار بأنه لا يقدح في الإعتقاد ما يهجس في النفس من الخطرات التي لا تنفك عنها العلوم النظرية غالبا
الحاقة :( ٢١ ) فهو في عيشة.....
( فهو في عيشة راضية ) أي في عيشة مرضية رولا مكروهة أو ذات رضى أي يرضى لها صاحبها قال أبو عبيدة والفراء أراضية أي مرضية كقوله ماء دافق أي مدفوق فقد أسند إلى العيشة ما هو لصاحبها فكان ذلك من المجاز في الإسناد
الحاقة :( ٢٢ ) في جنة عالية
( في جنة عالية ) أي مرتفعة المكان لأنها في السماء أو مرتفعة المنازل أو عظيمة في النفوس
الحاقة :( ٢٣ ) قطوفها دانية
( قطوفها دانية ) القطوف جمع بكسر القاف ما قطف ما يقطف من الثمار والقطف بالفتح المصدر والقطاف بالفتح والكسر وقت القطف والمعنى أن ثمارها قريبة ممن يتناولها من قائم أو قاعد أو مضطجع
الحاقة :( ٢٤ ) كلوا واشربوا هنيئا.....
( كلوا واشربوا ) أي يقال لهم كلوا وأشربوا في الجنة ( هنيئا ) أي أكلا وشربا هنيئا لا تكدير فيه ولا تنغيص ( بما أسلفتم في الأيام الخالية ) أي بسبب ما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا وقال مجاهد هي أيام الصيام
الحاقة :( ٢٥ ) وأما من أوتي.....
( وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول ) حزنا وكربا لما رأى فيه من سيئاته ( يا ليتني لم اوت كتابيه ) أي لم أعط كتابيه
الحاقة :( ٢٦ - ٢٧ ) ولم أدر ما.....
( ولم أدر ما حسابيه ) أي لم ادر أي شيء حسابي لأن كله عليه ( يا ليتها كانت القاضية ) أي ليت الموتة التي منها كانت القاضية ولم أحي بعدها ومعنى القاضية القاطعة للحياة والمعنى أنه تمنى دوام الموت وعدم البعث لما شاهد من سوء عمله وما يصير إليه من العذاب فالضمير في ليتها يعود إلى الموتة التي قد كان ماتها وإن لم تكن مذكورة لأنها لظهورها كانت كالمذكورة قال قتادة تمنى


الصفحة التالية
Icon