"""""" صفحة رقم ٢٨٥ """"""
لموت ولم يكن في الدنيا شيء عنده أكره منه وشر من الموت ما يطلب منه الموت وقيل الضمير يعود إلى الحالة التي شاهدها عند مطالعة الكتاب والمعنى يا ليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضيت على
الحاقة :( ٢٨ ) ما أغنى عني.....
( ما أغنى عني ماليه ) أي لم يدفع عني من عذاب الله شيئا على أن ما نافية أو استفهامية والمعنى أي شيء أغنى عني ماليه
الحاقة :( ٢٩ ) هلك عني سلطانيه
( هلك عني سلطانيه ) اي هلكت عني حجتي وضلت عني كذا قال مجاهد وعكرمة والسدي والضحاك وقال أبن زيد يعني سلطانيه الذي في الدنيا وهو الملك وقيل تسلطي على جوارحي قال مقاتل يعني حين شهدت عليه الجوارح بالشرك وحينئذ يقول الله عز وجل
الحاقة :( ٣٠ ) خذوه فغلوه
( خذوه فغلوه ) أي اجمعوا يده إلى عنقه بالأغلال
الحاقة :( ٣١ ) ثم الجحيم صلوه
( ثم صلوه ) أي ادخلوه الجحيم والمعنى لا تصلوه إلا الجحيم وهي النار العظيمة
الحاقة :( ٣٢ ) ثم في سلسلة.....
( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) السلسلة حلق منتظمة وذرعها طولها قال الحسن الله أعلم بأي ذراع هو قال نوف الشامي كل ذراع سبعون باعا كل باع أبعد مما بينك وبين مكه وكان نوف في رحبة الكوفة قال مقاتل لو أن حلقة منها وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص ومعنى فاسلكوه فاجعلوه فيها يقال سلكته الطريق إذا ادخلته فيه قال سفيان بلغنا أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه وقال الكلبي تسلك سلك الخيط في اللؤلؤ وقال سويد بن أبي نجيح بلغني أن جميع أهل النار في تلك السلسلة وتقديم السلسلة للدلالة على الاختصاص كتقديم الجحيم
الحاقة :( ٣٣ ) إنه كان لا.....
وجملة ( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ) تعليل لما قبلها
الحاقة :( ٣٤ ) ولا يحض على.....
( ولا يحض على طعام المسكين ) أي لا يحث على إطعام المسكين من ماله أو لا يحث الغير على إطعامه ووضع الطعام موضع الإطعام كما يوضع العطاء موضع الإعطاء كما قال الشاعر أكفرا بعد رد موتي عني
وبعد عطائك المال الرعابا
أي بعد إعطائك ويجوز أن يكون الطعام على معناه غير موضع المصدر والمعنى أنه لا يحث نفسه أو غيره على بذل نفس طعام المسكبن وفي جعل هذا قرينا لترك الإيمان بالله من الترغيب في التصدق على المساكين وسد فاقتهم وحث النفس والناس على ذلك ما يدل أبلغ دلالة ويفيد أكمل فائدة على أن منعهم من أعظم الجرائم وأشد المآثم
الحاقة :( ٣٥ ) فليس له اليوم.....
( فليس له اليوم ها هنا حميم ) أي ليس له يوم القيامة في الآخرة قريب ينفعه أو يشفع له لأنه يوم يفر فيه القريب من قريبه ويهرب عنده الحبيب من حبيبه
الحاقة :( ٣٦ ) ولا طعام إلا.....
( لا طعام إلا من غسلين ) أي وليس له طعام يأكله إلا من صديد أهل النار وما ينغسل من أبدانهم من القيح والصديد وغسلين فعلين من الغسل وقال الضحاك والربيع بن أنس هو شجر يأكله اهل النار وقال قتادة هو شر الطعام وقال ابن زيد لا يعلم ما هو ولا ما الزقوم إلا الله تعالى وقال سبحانه في موضع آخر ليس لهم طعام إلا من ضريع فيجوز أن يكون الضريع هو الغسلين وقيل في الكلام تقديم وتأخير والمعنى فليس له اليوم ها هنا حميم إلا من غسلين على أن الحميم هو الماء الحار ( ولا طعام ) أي ليس لهم طعام يأكلونه ولا ملجئ لهذا التقديم والتأخير
الحاقة :( ٣٧ ) لا يأكله إلا.....
وجملة ( لا يأكله إلا الخاطئون ) صفة الغسلين والمراد أصحاب الخطايا وأرباب الذنوب قال الكلبي المراد الشرك قرأ الجمهور الخاطؤون مهموزا وهو اسم فاعل من خطئ إذا فعل غير الصواب متعمدا والمخطئ من يفعله غير متعمد وقرأ الزهري وطلحة بن مصرف والحسن والخاطيون بياء مضمومه بدل الهمزة وقرا نافع في رواية عنه بضم الطاء بدون همزة
الحاقة :( ٣٨ - ٣٩ ) فلا أقسم بما.....
( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ) هذا رد لكلام المشركين كأنه قال ليس الأمر كما تقولون ولا زائدة والتقدير فأقسم بما تشاهدونه وما لا تشاهدونه قال قتادة أقسم بالأشياء كلها ما يبصر منها وما لم يبصر فيدخل في هذا جميع المخلوقات وقيل إن لا ليست زائدة بل هي لنفي القسم


الصفحة التالية
Icon