"""""" صفحة رقم ٢٩٢ """"""
سورة المعارج ( ١٩ ٣٩
المعارج :( ١٩ ) إن الإنسان خلق.....
قوله ( إن الإنسان خلق هلوعا ) قال في الصحاح الهلع في اللغة أشد الحرص وأسوا الجزع وأفحشه يقال هلع بالكسر فهو هلع وهلوع على التكثير وقال عكرمة هو الضجور قال الواحدي والمفسرون يقولون تفسيرا الهلع ما بعده يعني قوله ( إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا
المعارج :( ٢٠ - ٢١ ) إذا مسه الشر.....
أي إذا أصابه الفقر والحاجة أوالمرض أو نحو ذلك فهو جزوع أي كثير الجزع وإذا أصابه الخير من الغنى والخصب والسعة ونحو ذلك فهو كثير المنع والإمساك وقال أبو عبيدة الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر وإذا مسه الشر لم يصبر قال ثعلب قد فسر الله الهلوع هو الذي أصابه الشر أظهر شدة الجزع وإذا أصابه الخير بخل به ومنعه الناس والعرب تقول ناقة هلوع وهلواع إذا كانت سريعة السير خفيضة ومنه قول الشاعر شكا ذعلبة إذا استدبرتها حرج إذا استقبلتها هلواع
والذعبلة الناقة السريعة وانتصاب هلوعا وجزوعا ومنوعا على أنها أحوال مقدرة أو محققة لكونها طبائع جبل الإنسان عليها والظرفان معمولان الجزوعا ومنوعا
المعارج :( ٢٢ ) إلا المصلين
( إلا المصلين ) أي المقيمين للصلاة وقيل المراد بهم أهل التوحيد يعني أنهم ليسوا على تلك الصفات من الهلع والجزع والمنع وأنهم على صفات محمودة وخلال مرضية لأن إيمانهم وما تمسكوا به من التوحيد ودين الحق يزجرهم عن الاتصاف بتلك الصفات ويحملهم على الاتصاف بصفات الخير
المعارج :( ٢٣ ) الذين هم على.....
ثم بينهم سبحانه فقال ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) ألا لا يشغلهم عنها شاغل ولا يصرفهم عنها صارف وليس المراد بالدوام أنهم يصلون أبدا قال الزجاج هم الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة وقال الحسن وأبن جريج هو التطوع منها قال النخعي المراد بالمصلين الذين يؤدون الصلاة المكتوبة وقيل الذين يصلونها لوقتها والمراد بالآية جميع المؤمنين وقيل الصحابة خاصة ولا وجه لهذا التخصيص لاتصاف كل مؤمن بأنه من المصلين
المعارج :( ٢٤ ) والذين في أموالهم.....
( والذين في أموالهم حق معلوم ) قال قتادة ومحمد بن سيرين


الصفحة التالية
Icon