"""""" صفحة رقم ٢٩٧ """"""
الطوفان
نوح :( ٢ ) قال يا قوم.....
وجملة ) قال يا قوم إني لكم نذير مبين ( مستأنفة استئنافا بيانيا على تقدير سؤال كأنه قيل فماذا قال نوح فقال قال لهم الخ والمعنى إني لكم منذر من عقاب الله ومخوف لكم ومبين لما فيه نجاتكم
نوح :( ٣ ) أن اعبدوا الله.....
) أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون ( أن هي التفسيرية لنذير أو هي المصدرية أي بأن اعبدوا الله ولا تشركوا به غيره واتقوه أي اجتنبوا ما يوقعكم في عذابه وأطيعون فيما آمركم به فإني رسول إليكم من عند الله
نوح :( ٤ ) يغفر لكم من.....
) يغفر لكم من ذنوبكم ( هذا جواب الأمر ومن للتبعيض أي بعض ذنوبكم وهو ما سلف منها قبل طاعة الرسول وإجابة دعوته وقال السدى المعنى يغفر لكم ذنوبكم فتكون من على هذا زائدة وقيل المراد بالبعض ما لا يتعلق بحقوق العباد وقيل هي لبيان الجنس وقيل يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها ) ويؤخركم إلى أجل مسمى ( أي يؤخر موتكم إلى الامد الأقصى الذي قدره الله لكم بشرط الإيمان والطاعة فوق ما قدره لكم على تقدير بقائكم على الكفر والعصيان وقيل التأخير بمعنى البركة في أعمارهم أن آمنوا وعدم البركة فيها إن لم يؤمنوا قال مقاتل يؤخركم إلى منتهى آجالكم وقال الزجاج أي يؤخركم عن العذاب فتموتوا غير ميتة المستأصلين بالعذاب وقال الفراء المعنى لا يميتكم غرقا ولا حرقا ولا قتلا ) إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ( أي ما قدره لكم على تقدير بقائكم على الكفر من العذاب إذا جاء وأنتم باقون على الكفر لا يؤخر بل يقع لا محالة فبادروا إلى الإيمان والطاعة وقيل المعنى إن أجل الله وهو الموت إذا جاء لا يمكنكم الإيمان وقيل المعنى إذا جاء الموت لا يؤخر سواء كان بعذاب أو بغير عذاب ) لو كنتم تعلمون ( أي شيئا من العلم لسارعتم إلى ما أمرتكم به أو لعلمتم أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر
نوح :( ٥ ) قال رب إني.....
) قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ( أي قال نوح مناديا لربه وحاكيا له ما جرى بينه وبين قومه وهو أعلم به منه إني دعوت قومي إلى ما أمرتني بأن أدعوهم إليه من الإيمان دعاء دائما في الليل والنهار من غير تقصير
نوح :( ٦ ) فلم يزدهم دعائي.....
) فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ( عما دعوتهم إليه وبعدا عنه قال مقاتل يعنى تباعدا من الإيمان وإسناد الزيادة إلى الدعاء لكونه سببها كما في قوله زادتهم إيمانا قرأ الجمهور دعائي بفتح الياء وقرأ الكوفيون ويعقوب والدوري عن أبي عمرو بإسكانها والاستثناء مفرغ
نوح :( ٧ ) وإني كلما دعوتهم.....
) وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم ( أي كلما دعوتهم إلى سبب المغفرة وهو الإيمان بك والطاعة لك ) جعلوا أصابعهم في آذانهم ( لئلا يسمعوا صوتي ) واستغشوا ثيابهم ( أي غطوا بها وجوههم لئلا يروني وقيل جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامي فيكون استغشاء الثياب على هذا زيادة في سد الآذان وقيل هو كناية عن العداوة يقال لبس فلان ثياب العداوة وقيل استغشوا ثيابهم لئلا يعرفهم فيدعوهم ( وأصروا ) أي استمروا على الكفر ولم يقلعوا عنه ولا تابوا عنه ( واستكبروا ) عن قبول الحق وعن امتثال ما أمرهم به ( استكبارا ) شديدا
نوح :( ٨ ) ثم إني دعوتهم.....
) ثم إني دعوتهم جهارا ( أي مظهرا لهم الدعوة مجاهرا لهم بها
نوح :( ٩ ) ثم إني أعلنت.....
) ثم إني أعلنت لهم ( أي دعوتهم معلنا لهم بالدعاء ( وأسررت لهم إسرارا ) أي وأسررت لهم الدعوة إسرارا كثيرا قيل المعنى أن يدعو الرجل بعد الرجل يكلمه سرا فيما بينه وبينه والمقصود أنه دعاهم على وجوه متخالفة وأساليب متفاوتة فلم ينجع ذلك فيهم قال مجاهد معنى أعلنت صحت وقيل معنى أسررت أتيتهم في منازلهم فدعوتهم فيها وانتصاب جهارا على المصدرية لأن الدعاء يكون جهارا ويكون غير جهار فالجهار نوع من الدعاء كقولهم قعد القرفصاء ويجوز أن يكون نعت مصدر محذوف أي دعاء جهارا وأن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجاهرا ومعنى ثم الدلالة على تباعد الأحوال لأن الجهار أغلظ من الإسرار والجمع بين الأمرين أغلظ من أحدهما قرأ الجمهور إني بسكون الياء وقرأ أبو عمرو والحرميون بفتحها
نوح :( ١٠ ) فقلت استغفروا ربكم.....
) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ( أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السابقة بإخلاص النية