"""""" صفحة رقم ٣١٠ """"""
الناس كلهم فارجع عن هذا فنحن نجيرك
الجن :( ٢١ ) قل إني لا.....
( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ) أي لا اقدر أن أدفع عنكم ضرا ولا أسوق إليكم خيرا وقيل الضر الكفر والرشد الهدى والأول أولى لوقوع النكرتين في سياق النفي فهما يعمان كل ضرر وكل رشد في الدنيا والدين
الجن :( ٢٢ ) قل إني لن.....
( قل إني لن يجيرني من الله أحد ) أي لا يدفع عني أحد عذابه إن أنزله بي ( ولن أجد من دونه ملتحدا ) أي ملجأ ومعدلا وحرزا والملتحد معناه في اللغة الممال أي موضعا أميل إليه قال قتادة مولى وقال السدى حرزا وقال الكلبي مدخلا في الأرض مثل السرب وقيل مذهبا ومسلكا والمعنى متقارب ومنه قول الشاعر يا لهف نفسي ولهفا غير مجدية
عني وما من قضاء الله ملتحد
الجن :( ٢٣ ) إلا بلاغا من.....
والاستثناء في قوله ٠ إلا بلاغا من الله ) هو من قوله لا أملك أي لا أملك ضرا ولا رشدا إلا التبليغ من الله فإن فيه أعظم الرشد أو من ملتحدا أي لن أجد من دونه ملجأ ألا التبليغ قال مقاتل ذلك الذي يجيرني من عذابه وقال قتادة إلا بلاغا من الله فذلك الذي أملكه بتوفيق الله فأما الكفر والإيمان فلا أملكهما قال الفراء لكن أبلغكم ما أرسلت به فهو على هذا منقطع وقال الزجاج هو منصوب على البدل من قوله ملتحدا أي ولن أجد من دونه ملتحدا إلا أن أبلغ ما ياتي من الله وقوله ( ورسالاته ) معطوف على بلاغا أي إلا بلاغا من الله وإلا رسالاته التي أرسلني بها إليكم أو إلا أن أبلغ عن الله أعمل برسالاته فآخذ نفسي بما آمر به غيري وقيل الرسالات معطوفه على الاسم الشريف ألا بلاغا عن الله وعن رسالاته كذا قال أبو حيان ورجحه ( ومن يعص الله ورسوله ) في الأمر بالتوحيد لأن السياق فيه ٠ فإن له نار جهنم ) قرا الجمهور بكسر إن على أنها جملة مستأنفة وقرئ بفتح الهمزة لأن ما بعد فاء الجزاء موضع ابتداء والتقدير فجزاؤه أن له نار جهنم أو فحكمه أن له نار جهنم وانتصاب ( خالدين فيها ) على الحال أي في النار أو في جهنم والجمع باعتبار معنى من كما أن التوحيد في قوله فإن له باعتبار لفظها وقوله أبدا تأكيد لمعنى الخلود أي خالدين فيها بلا نهاية
الجن :( ٢٤ ) حتى إذا رأوا.....
( حتى إذا رأوا ما يوعدون ) يعني من العذاب في الدنيا أو في الاخرة والمعنى لا يزالون على ماهم عليه من الإصرار على الكفر وعداوة النبي صلى الله عليه وإله وسلم والمؤمنين حتى إذا رأوا الذي يوعدون به ٠ فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا ) أي من هو أضعف جندا ينتصر به واقل عددا أهم أم المؤمنون
الجن :( ٢٥ ) قل إن أدري.....
( قل إن أدري أقريب ما توعدون ) أي ما ادري أقريب حصول ما توعدون من العذاب ( أم يجعل له ربي أمدا ) أي غاية ومدة أمره الله سبحانه أن يقول لهم هذا القول لما قالوا له متى يكون هذا الذي توعدنا به قال عطاء يريد أنه لا يعرف يوم القيامة إلا الله وحده والمعنى أن علم وقت العذاب علم غيب لا يعلمه إلا الله قرأ الجمهور ربي بإسكان الياء وقرا الحرميان وأبو عمرو بفتحها ( ومن ) في من اضعف موصولة وأضعف خبر مبتدأ محذوف أي هو أضعف والجملة صلة الموصول ويجوز أن تكون استفهامية مرتفعة على الابتداء وأضعف خبرها والجملة في محل نصب سادة مسد مفعولي أدري وقوله أقريب خبر مقدم وما توعدون مبتدأ مؤخر
الجن :( ٢٦ ) عالم الغيب فلا.....
( عالم الغيب ) قرأ الجمهور بالرفع على أنه بدل من ربي أو بيان له أو خبر مبتدأ محذوف والجملة مستأنفة مقررة لما قبلها من عدم الدراية وقرئ بالنصب على المدح وقرأ السري علم الغيب بصيغة الفعل ونصب الغيب والفاء في ( فلا يظهر على غيبه أحدا ) لترتيب عدم إلأظهار على تفرده بعلم الغيب أي لا يطلع على الغيب الذي يعلمه هو ما غاب عن العباد أحدا منهم
الجن :( ٢٧ ) إلا من ارتضى.....
ثم استثنى فقال ( إلا من ارتضى من رسول ) أي إلا من اصطفاه من الرسل )