"""""" صفحة رقم ٣٤٦ """"""
ومن ذلك قول الشاعر وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم
خضع الرقاب نواكس الأبصار
بكسر السين من نواكس وقول لبيد وحسور أستار دعوني لحتفها
بمعالق متشابه أعلاقها
وقوله ايضا فضلا وذو كرم بعين على الندى
سمح لشوب رغائب غنامها
٤ وقيل إن التنوين لموافقة رسم المصاحف المكية والمدنية والكوفية فإنها فيها بالألف وقيل إن هذا التنوين بدل من حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف والسلاسل قد تقدم تفسيرها والخلاف فيها هل هي القيود أو ما يجعل في الأعناق كما في قول الشاعر ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل والأغلال
جمع غل به الأيدي إلى الأعناق والسعير والوقود الشديد وقد تقدم تفسير السعير
الإنسان :( ٥ ) إن الأبرار يشربون.....
ثم ذكر سبحانه ما أعده للشاكرين فقال ( إن الأبرار يشربون من كاس ) الأبرار أهل الطاعة والإخلاص والصدق جمع بر أو بار قال في الصحاح جمع بر الأبرار وجمع البار البررة وفلان يبر خالقه ويبرره أي يطيعه وقال الحسن البر الذي لا يؤذي الذر وقال قتادة الأبراء الذين يؤدون حق الله ويوفون بالنذر والكأس في اللغة هو الإناء الذي فيه الشراب وإذا لم يكن فيه الشراب لم يسم كأسا ولا وجه لتخصيصه بالزجاجة بل يكون من الزجاج ومن الذهب والفضة والصيني وغير ذلك وقد كانت كاسات العرب من أجناس مختلفة وقد يطلق الكأس على نفس الخمر كما في قول الشاعر
وكأس شربت على لذة واخرى تداويت منهابها
( كان مزاجها كافورا ) أي يخالطها وتمزج به يقال مزجة يمزجه مزجا أي خلطه يخلطه خلطا ومنه قول الشاعر
كأن سبية من بيت راس كان مزاجها عسل وماء
وقول عمرو بن كلثوم
صددت الكأس عنا أم عمرو وكان الكأس مجراها اليمينا
معتقة كأن الخص فيها
إذا ما الماء خالطها سحينا
ومنه مزاج البدن وهو ما يمازجه من الأخلاط والكافور قيل هو اسم عين في الجنة يقال لها الكافوري تمزج خمر الجنة بماء هذه العين وقال قتادة ومجاهد تمزج لهم بالكافور وتختم لهم بالمسك وقال عكرمة مزاجها طعمها وقيل إنما الكافور في ريحها لا في طعمها وقيل إنما أراد الكافور في بياضه وطيب رائحته وبرده لأن الكافور لا يشرب كما في قوله حتى إذا جعله نارا أي كنار وقال أبن كيسان طيبها المسك والكافور والزنجبيل وقال مقاتل ليس هو كافور الدنيا وإنما سمى الله ما عنده بما عندكم حتى تهتدى له القلوب والجملة في محل جر صفة لكأس وقيل إن كان هنا زائدة اي من كاس مزاجها كافورا
الإنسان :( ٦ ) عينا يشرب بها.....
( عينا يشرب بها عباد الله ) انتصاب عينا على أنها بدل من كافورا لأن ماءها في بياض الكافور وقال مكي إنها بدل من محل من كأس على حذف مضاف كأنه قيل يشربون خمرا خمرعين وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون أي عينا من كأس وقيل هي منتصبة على الأختصاص قاله الأخفش وقيل منتصبه باضمار فعل يفسره ما بعده أي


الصفحة التالية
Icon