"""""" صفحة رقم ٣٨٤ """"""
يتكرمون أن يكونوا مع ابن آدم إذا خلا بزوجته أو قضى حاجته وقيل يؤثرون منافع غيرهم على منافعهم وقيل يتكرمون على المؤمنين بالاستغفار لهم والبررة جمع بار مثل كفرة وكافر أي أتقياء مطيعون لربهم صادقون في إيمانهم وقد تقدم تفسيره
عبس :( ١٧ ) قتل الإنسان ما.....
) قتل الإنسان ما أكفره ( أي لعن الإنسان الكافر ما أشد كفره وقيل عذب قيل والمراد به عتبة بن أبي لهب ومعنى ما أكفره التعجب من إفراط كفره قال الزجاج معناه اعجبوا أنتم من كفره وقيل المراد بالإنسان من تقدم ذكره في قوله أما من استغنى وقيل المراد به الجنس وهذا هو الأولى فيدخل تحته كل كافر شديد الكفر ويدخل تحته من كان سببا لنزول الآية دخولا أوليا
عبس :( ١٨ ) من أي شيء.....
ثم ذكر سبحانه ما كان ينبغي لهذا الكافر أن ينظر فيه حتى ينزجر عن كفره ويكف عن طغيانه فقال ) من أي شيء خلقه ( أي من أي شيء خلق الله هذا الكافر والاستفهام للتقرير
عبس :( ١٩ ) من نطفة خلقه.....
ثم فسر ذلك فقال ) من نطفة خلقه ( أي من ماء مهين وهذا تحقير له قال الحسن كيف يتكبر من خرج من مخرج البول مرتين ومعنى ( فقدره ) أي فسواه وهيأه لمصالح نفسه وخلق له اليدين والرجلين والعينين وسائر الآلات والحواس وقيل قدره أطوارا من حال إلى حال نطفة ثم علقة إلى ان تم خلقه
عبس :( ٢٠ ) ثم السبيل يسره
( ثم السبيل يسره ) أي يسر له الطريق إلى الخير والشر وقال السدى ومقاتل وعطاء وقتادة يسره للخروج من بطن أمه والأول أولى ومثله قوله وهديناه النجدين وانتصاب السبيل بمضمر يدل عليه الفعل المذكور أي يسر السبيل يسره
عبس :( ٢١ ) ثم أماته فأقبره
) ثم أماته فأقبره ( أي جعله بعد أن أماته ذا قبر يوارى فيه إكراما له ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله السباع والطير كذا قال الفراء وقال أبو عبيدة جعل له قبرا وأمر أن يقبر فيه وقال أقبره ولم يقل قبره لأن القابر هو الدافن بيده ومنه قول الأعشى لو أسندت ميتا إلى صدرها
عاش ولم ينقل إلى قابر
عبس :( ٢٢ ) ثم إذا شاء.....
( ثم إذا شاء أنشره ) أي ثم إذا شاء إنشاره أنشره أي أحياه بعد موته وعلق الإنشار بالمشيئة للدلالة على أن وقته غير متعين بل هو تابع للمشيئة قرأ الجمهور أنشره بالألف وروى أبو حيوة عن نافع وشعيب بن أبي حمزة نشره بغير ألف وهما لغتان فصيحتان
عبس :( ٢٣ ) كلا لما يقض.....
) كلا لما يقض ما أمره ( كلا ردع وزجر للإنسان الكافر أي ليس الأمر كما يقول ومعنى لما يقض ما أمره لم يقض ما أمره الله به من العمل بطاعته واجتناب معاصيه وقيل المراد الإنسان على العموم وأنه لم يفعل ما أمره الله به مع طول المدة لأنه لا يخلو من تقصير قال الحسن أي حقا لم يعمل ما أمر به وقال ابن فورك أي كلا لما يقض لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان بل أمره بما لم يقض له قال ابن الأنباري الوقف على كلا قبيح والوقف على أمره جيد وكلا على هذا بمعنى حقا وقيل المعنى لما يقض جميع أفراد الإنسان ما أمره بل أخل به بعضها بالكفر وبعضها بالعصيان وما قضى ما أمره الله إلا القليل
عبس :( ٢٤ ) فلينظر الإنسان إلى.....
ثم شرع سبحانه في تعداد نعمه على عباده ليشكروها وينزجروا عن كفرانها بعد ذكر النعم المتعلقة بحدوثه فقال ) فلينظر الإنسان إلى طعامه ( أي ينظر كيف خلق الله طعامه الذي جعله سببا لحياته وكيف هيأ له أسباب المعاش يستعد بها للسعادة الأخروية قال مجاهد معناه فلينظر الإنسان إلى طعامه أي إلى مدخله ومخرجه والأول أول
عبس :( ٢٥ ) أنا صببنا الماء.....
ثم بين ذلك سبحانه فقال ) أنا صببنا الماء صبا ( قرأ الجمهور إنا بالكسر على الاستئناف وقرأ الكوفيون ورويس عن يعقوب بالفتح على أنه بدل من طعامه بدل اشتمال لكون نزول المطر سببا لحصول الطعام فهو كالمشتمل عليه أو بتقدير لام العلة قال الزجاج الكسر على الابتداء والاستئناف والفتح على معنى البدل من الطعام المعنى فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا وأراد بصب الماء المطر


الصفحة التالية
Icon