"""""" صفحة رقم ٣٩٢ """"""
الآية ولقد رأى محمد ربه عز وجل وقد تقدم القول في هذا في سورة النجم
التكوير :( ٢٤ ) وما هو على.....
( وما هو ) أي محمد ( ﷺ ) ( على الغيب ) يعني خبر السماء وما أطلع عليه مما كان غائبا علمه عن أهل مكة ( بضنين ) بمتهم أي هو ثقة فيما يؤدي عن الله سبحانه وقيل بضنين ببخيل أي لا يبخل بالوحي ولا يقصر في التبليغ وسبب هذا الأختلاف اختلاف القراء فقرأ أبن كثير وأبو عمرو والكسائي بظنين بالظاء المشالة أي بمتهم والظنة التهمة واختار هذه القراءة أبو عبيد قال لأنهم لم يبخلوا ولكن كذبوه وقرأ الباقون بضنين بالضاد أي ببخيل من ضننت بالشيء أخنن ضنا إذا بخلت قال مجاهد أي لا يظن عليكم بما يعلم بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه وقيل المراد جبريل إنه ليس على الغيب بضنين والأول اولى
التكوير :( ٢٥ ) وما هو بقول.....
( وما هو بقول شيطان رجيم ) أي وما القرآن بقول شيطان من الشياطين المسترقة للسمع المرجومة بالشهب قال الكلبي يقول إن القرآن ليس بشعر ولا كهانة كما قالت قريش قال عطاء يريد بالشيطان الشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي ( ﷺ ) في صورة جبريل يريد أن يفتنه
التكوير :( ٢٦ ) فأين تذهبون
ثم بكتهم سبحانه ووبخهم فقال ( فأين تذهبون ) أي أين تعدلون عن هذا القرآن وعن طاعته كذا قاله قتادة وقال الزجاج معناه أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم يقال أين تذهب وإلى اين تذهب وحكى الفراء عن العرب ذهبت الشام وخرجت العراق وانطلقت السوق أي إليها قال سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة وأنشد لبعض بني عقيل تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا
وأي الأرض تذهب بالصياح
تريد إلى أي الأرض تذهب فحذف إلى
التكوير :( ٢٧ ) إن هو إلا.....
(إن هو إلا ذكر للعالمين ) أي ما القرآن إلا موعظة للخلق أجمعين وتذكير لهم
التكوير :( ٢٨ ) لمن شاء منكم.....
وقوله ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) بدل من العالمين بإعادة الجار ومفعول المشيئة أن يستقيم أي لمن شاء منكم الاستقامة على الحق والإيمان والطاعة
التكوير :( ٢٩ ) وما تشاؤون إلا.....
( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين أي وما تشاؤون الاستقامة إلا ان يشاء الله تلك المشيئة فأعلمهم سبحانه أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وتوفيقه ومثل هذا قوله سبحانه وما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله وقوله ولو اننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنو إلا أن يشاء الله وقوله إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء والآيات القرآنية في هذا المعنى كثيرة
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج أبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله ( إذا الشمس كورت ) قال أظلمت ( وإذا النجوم انكدرت ) قال تغيرت وأخرج أبن أبي حاتم والديلمي عن أبي مريم أن النبي صلى الله عليه وإله وسلم قال في قوله ( إذا السماء كورت ) قال كورت في جهنم ( وإذا النجوم انكدرت ) قال انكدرت في جهنم فكل من عبد من دون الله فهو في جهنم إلا ما كان من عيسى وأمه ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها وأخرج عبد بن حميد وأبن المنذر عن أبي العالية قال ست آيات من هذه السورة في الدنيا والناس ينظرون إليها وست في الآخرة ( إذا الشمس كورت ) إلى ( وإذا البحار سجرت ) هذه في الدنيا والناس ينظرون إليها ( وإذا النفوس زوجت ) إلى ( وإذا الجنة أزلفت ) هذه في الآخرة واخرج أبن أبي الدنيا في الأهوال وأبن جرير ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال ست آيات قبل يوم القيامة بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحش فماجوا بعضهم في بعض ( وإذا الوحوش حشرت ) قال اختلطت ( وإذا العشار عطلت ) قال أهملها أهلها ( وإذا البحار سجرت ) قال الجن


الصفحة التالية
Icon