"""""" صفحة رقم ٤٠ """"""
( فلعرفتهم بسيماهم ) أي بعلامتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها قال الزجاج المعنى لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة وهي السيما فلعرفتهم بتلك العلامة والفاء لترتيب المعرفة على الإراءة وما بعدها معطوف على جواب لو وكررت في المعطوف للتأكيد وأما اللام في قوله ( ولتعرفنهم في لحن القول ) فهي جواب قسم محذوف قال المفسرون لحن القول فحواه ومقصده ومغزاه وما يعرضون به من تهجين أمرك وأمر المسلمين وكان بعد هذا لا يتكلم منافق عنده إلا عرفه قال أبو زيد لحنت له اللحن إذا قلت له قولا يفقهه عنك ويخفي على غيره ومنه قول الشاعر منطق صائب وتلحن أحيانا
وخير الكلام ما كان لحنا
أي أحسنه ما كان تعريضا يفهمه المخاطب ولا يفهمه غيره لفطنته وذكائه وأصل اللحن إمالة الكلام إلى نحو من الإنحاء لغرض من الأغراض ( والله يعلم أعمالكم ) لا تخفي عليه منها خافية فيجازيكم بها وفيه وعيد شديد
محمد :( ٣١ ) ولنبلونكم حتى نعلم.....
( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ) أي لنعاملنكم معاملة المختبر وذلك بأن نأمركم بالجهاد حتى نعلم من امتثل الأمر بالجهاد وصبر على دينه ومشاق ما كلف به قرأ الجمهور الأفعال الثلاثة بالنون وقرأ أبو بكر عن عاصم بالتحتية فيها كلها ومعنى ( ونبلوا أخباركم ) نظهرها ونكشفها امتحانا لكم ليظهر للناس من أطاع ما أمره الله به ومن عصى ومن لم يمتثل وقرأ الجمهور ونبلو بنصب الواو عطفا على قوله حتى نعلم وروى ورش عن يعقوب إسكانها على القطع عما قبله وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم بحقو الرحمن فقال مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أترضى أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك لك ثم قال رسول الله ( ﷺ ) اقرءوا إن شئتم ( فهل عسيتم ) الآية إلى قوله ( أم على قلوب أقفالها ) والأحاديث في صلة الرحم كثيرة جدا وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم ) قال هم أهل النفاق وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) قال أعمالهم خبثهم والحسد الذي في قلوبهم ثم دل الله تعالى النبي ( ﷺ ) بعد على المنافقين فكان يدعو باسم الرجل من أهل النفاق وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله ٠ ولتعرفنهم في لحن القول ) قال ببغضهم علي بن أبي طالب