"""""" صفحة رقم ٤٠٤ """"""
في ذلك اليوم يضحكون من الكفار حين يرونهم أذلاء مغلوبين قد نزل بهم ما نزل من العذاب كما ضحك الكفار منهم في الدنيا
المطففين :( ٣٥ ) على الأرائك ينظرون
وجملة ( على الأرائك ينظرون ) في محل نصب على الحال من فاعل يضحكون أي يضحكون منهم ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من الحال الفظيع وقد تقدم تفسير الأرائك قريبا قال الواحدي قال المفسرون إن أهل الجنة إذا أرادوا نظروا من منازلهم إلى أعداء الله وهم يعذبون في النار فضحكوا منهم كما ضحكوا منهم في الدنيا وقال أبو صالح يقال لأهل النار أخرجوا ويفتح لهم أبوابها فإذا راوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم فذلك قوله فا اليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون
المطففين :( ٣٦ ) هل ثوب الكفار.....
( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ) الجملة مستأنفة لبيان أنه قد وقع الجزاء للكفار بما كان يقع منهم في الدنيا من الضحك من المؤمنين والاستهزاء بهم والاستفهام للتقرير وثوب بمعنى أثيب والمعنى هل جوزى الكفار بما كانوا يفعلونه بالمؤمنين وقيل الجملة في محل نصب بينظرون وقيل هي على إضمار القول أي يقول بعض المؤمنين لبعض هل ثوب الكفار والثواب ما يرجح على العبد في مقابلة عمله ويطلق على الخير والشر
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبن المنذر من طريق شمر بن عطية أن ابن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله ( إن كتاب الأبرار لفي عليين ) قال روح المؤمن إذا قبضت عرج بها إلى السماء ففتح لها أبواب السماء وتلقاها الملائكة بالبشرى حتى تنتهي بها إلى العرش وتعرج الملائكة فيخرج لها من تحت العرش رق فيرقم ويختم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة لحساب يوم الدين واخرج أبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم عن أبن عباس ( لفي عليين ) قال الجنة وفي قوله ( يشهده المقربون ) قال أهل السماء وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني وأبن مردويه عن أبي أمامة قال قال رسول الله ( ﷺ ) صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين واخرج أبن المنذر عن علي بن أبي طالب في قوله ٠ نضرة النعيم ) قال عين في الجنة يتوضئون منها ويغتسلون فتجرى عليهم نضرة النعيم وأخرج عبد بن حميد وسعيد بن منصور وأبن أبي شيبة وهناد وأبن المنذر والبهيقي في البعث عن أبن مسعود في قوله ( يسقون من رحيق مختوم ) قال الرحيق الخمر والمختوم يجدون عاقبتها طعم المسك وأخرج أبن أبي شيبة وهناد وأبن المنذر عنه في قوله ٠ مختوم ) قال ممزوج ( ختامة مسك ) قال طعمه وريحه واخرج أبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن أبن عباس في قوله ٠ من رحيق ) قال خمر وقوله ( مختوم ) قال ختم بالمسك وأخرج الفريابي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبن مسعود في قوله ( ختامه مسك قال ليس بخاتم يختم به ولكن خلطه مسك ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول خلطه من الطيب كذا وكذا وأخرج أبن جرير وابن المنذر والبيهقي عن أبي الدرداء ( ختامه مسك ) قال هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريحها وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد أبن حميد وأبن المنذر وأبن أبي حاتم عن أبن عباس قال ( تسنيم ) أشرف شراب أهل الجنة وهو صرف للمتقين ويمزج لأصحاب اليمين واخرج أبن المبارك وسعيد بن منصور وأبن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وأبن المنذر وأبن أبي حاتم عن أبن مسعود ( مزاجه من تسنيم ) قال عين في الجنة تمزج لأصحاب اليمين ويشربها المقربون صرفا واخرج عبد بن حميد وأبن المنذر عن ابن عباس أنه سئل عن قوله ( ومزاجه من تسنيم ) قال هذا مما قال الله فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين