"""""" صفحة رقم ٤٤٤ """"""
الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد قرأ الجمهور لبدا بضم اللام وفتح الباء مخففا وقرأ مجاهد وحميد بضم اللام والباء مخففا وقرأ أبو جعفر بضم اللام وفتح الباء مشددا قال أبو عبيدة لبد فعل من التلبيد وهو المال الكثير بعضه على بعض قال الزجاج فعل للكثرة يقال رجل حطم إذا كان كثير الحطم قال الفراء واحدته لبدة والجمع لبد وقد تقدم بيان هذا في سورة الجن
البلد :( ٧ ) أيحسب أن لم.....
) أيحسب أن لم يره أحد ( أي أيظن أنه لم يعاينه أحد قال قتادة أيظن أن الله سبحانه لم يره ولا يسأله عن ماله من أين كسبه وأين أنفقه وقال الكلبي كان كاذبا لم ينفق ما قال فقال الله أيظن أن الله لم ير ذلك منه فعل أ لم يفعل أنفق أو لم ينفق
البلد :( ٨ ) ألم نجعل له.....
ثم ذكر سبحانه ما أنعم به عليهم ليعتبروا فقال ) ألم نجعل له عينين ( يبصر بهما
البلد :( ٩ ) ولسانا وشفتين
) ولسانا ( ينطق به ) وشفتين ( يستر بهما ثغره قال الزجاج المعنى ألم نفعل به ما يدل على أن الله قادر على أن يبعثه والشفة محذوفة اللام وأصلها شفهة بدليل تصغيرها على شفيهة
البلد :( ١٠ ) وهديناه النجدين
) وهديناه النجدين ( النجد الطريق في ارتفاع قال المفسرون بينا له طريق الخير وطريق الشر وقال الزجاج المعنى ألم نعرفه طريق الخير وطريق الشر مبينتين كتبين الطريقين العاليتين وقال عكرمة وسعيد بن المسيب والضحاك النجدان الثديان لأنهما كالطريقين لحياة الولد ورزقه والأول أولى وأصل النجد المكان المرتفع وجمعه نجود ومنه سميت نجد لارتفاعها عن انخفاض تهامة فالنجدان الطريقان العاليان ومنه قول امرىء القيس فريقان منهم قاطع بطن نخلة
واخر منهم قاطع نجد كبكب
البلد :( ١١ ) فلا اقتحم العقبة
) فلا اقتحم العقبة ( الاقتحام الرمى بالنفس في شيء من غير روية يقال منه قحم في الأمر قحوما أي رمى بنفسه فيه من غير روية وتقحيم النفس في الشيء إدخالها فيه من غير روية والقحمة بالضم المهلكة والعقبة في الأصل الطريق التي في الجبل سميت بذلك لصعوبة سلوكها وهو مثل ضربه سبحانه لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في أعمال البر فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة قال الفراء والزجاج ذكر سبحانه هنا لا مرة واحدة والعرب لا تكاد تفرد لا مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع حتى يعيدوها في كلام اخر كقوله ) فلا صدق ولا صلى ( وإنما أفردها هنا لدلالة اخر الكلام على معناه فيجوز أن يكون قوله ثم كان من الذين امنوا قائما مقام التكرير كأنه قال فلا اقتحم العقبة ولا امن قال المبرد وأبو علي الفارسي إن لا هنا بمعنى لم أي فلم يقتحم العقبة وروى نحو ذلك عن مجاهد فلهذا لم يحتج إلى التكرير ومنه قول زهير وكان طوى كشحا على مستكنة
فلا هو أبداها ولم يتقدم
أي فلم يبدها ولم يتقدم وقيل هو جار مجرى الدعاء كقولهم لانجاء قال أبو زيد وجماعة من المفسرين معنى الكلام هنا الاستفهام الذي بمعنى الإنكار تقديره أفلا اقتحم العقبة أو هلا اقتحم العقبة
البلد :( ١٢ ) وما أدراك ما.....
ثم بين سبحانه العقبة فقال ) وما أدراك ما العقبة ( أي أي شيء أعلمك ما اقتحامها
البلد :( ١٣ ) فك رقبة
) فك رقبة ( اي هي إعتاق رقبة وتخليصهامن أسار الرق وكل شيء أطلقته فقد فككته ومنه فك الرهن وفك الكتاب فقد بين سبحانه أن العقبة هي هذه القرب المذكورة التي تكون بها النجاة من النار قال الحسن وقتادة هي عقبة شديدة في النار دون الجسر فاقتحموها بطاعة الله وقال مجاهد والضحاك والكلبي هي الصراط الذي يضرب على جهنم كحد السيف وقال كعب هي نار دون الجسر قيل وفي الكلام حذف أي وما أدراك ما اقتحام العقبة قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي فك رقبة على أنه فعل ماض ونصب رقبة على المفعولية وهكذا قرا أو اطعم على أنه فعل