"""""" صفحة رقم ٤٥٣ """"""
إذا تردى إذا سقط في جهنم يقال ردى في البئر وتردى إذا سقط فيها ويقال ما أدرى أين ردى أي اين ذهب
الليل :( ١٢ ) إن علينا للهدى
) إن علينا للهدى ( هذه الجملة مستأنفة مقررة لما قبلها أي إن علينا البيان قال الزجاج علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال قال قتادة على الله البيان بيان حرامه وطاعته ومعصيته قال الفراء من سلك الهدى فعلى الله سبيله لقوله وعلى الله قصد السبيل يقول من أراد الله فهو على السبيل القاصد قال الفراء أيضا المعنى إن علينا للهدى والإضلال فحذف الإضلال كقوله سرابيل تقيكم الحر وقيل المعنى إن علينا ثواب هداه الذي هديناه
الليل :( ١٣ ) وإن لنا للآخرة.....
) وإن لنا للآخرة والأولى ( أي لنا كل ما في الاخرة وكل ما في الدنيا نتصرف به كيف نشاء فمن أرادهما أو إحداهما فليطلب ذلك منا وقيل المعنى إن لنا ثواب الاخرة وثواب الدنيا
الليل :( ١٤ ) فأنذرتكم نارا تلظى
) فأنذرتكم نارا تلظى ( أي حذرتكم وخوفتكم نارا تتوقد وتتوهج وأصله تتلظى فحذفت إحدى التاءين تخفيفا وقرأ على الأصل عبيد بن عمير ويحيى بن يعمر وطلحة بن مصرف
الليل :( ١٥ ) لا يصلاها إلا.....
) لا يصلاها إلا الأشقى ( أي يصلاها صليا لازما على جهة الخلود إلا الأشقى وهو الكافر وإن صليها غيره من العصاه فليس صليه كصليه والمراد بقوله يصلاها يدخلها أو يجد صلاها وهو حرها
الليل :( ١٦ ) الذي كذب وتولى
ثم وصف الأشقى فقال ) الذي كذب وتولى ( أي كذب بالحق الذي جاءت به الرسل وأعرض عن الطاعة والإيمان قال الفراء ) إلا الأشقى ( إلا من كان شقيا في علم الله جل ثناؤه قال ايضا لم يكن كذب برد ظاهر ولكن قصر عما أمر به من الطاعة فجعل تكذيبا كما تقول لقى فلان العدو فكذب إذا نكل ورجع عن اتباعه قال الزجاج هذه الاية هي التي من أجلها قال أهلالإرجاء بالإرجاء فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر ولأهل النار منازل فمنها أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار والله سبحانه كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجدير أن يعذب به وقد قال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلو كان كل من لم يشرك لم يعذب لم يكن في قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فائدة وقال في الكشاف الاية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين فأريد أن يبالغ في صفنعديهما المتناقضتين فقيل الأشقى وجعل مختصا بالصلة كأن النار لم تخلق إلا وقيل الأتقى وجعل مختصا بالنجاة كأن الجنة لم تخلق إلا له وقيل المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف وبالأتقى أبو بكر الصديق
الليل :( ١٧ ) وسيجنبها الأتقى
ومعنى ) وسيجنبها الأتقى ( سيباعد عنها المتقى للكفر اتقاء بالغا قال الواحدي الأتقى أبو بكر الصديق في قول جميع المفسرين انتهى والأولى حمل الأشقى والأتقى على كل متصف بالصفتين المذكورتين ويكون المعنى أنه لا يصلاها صليا تاما لازما إلا الكامل في الشقاء وهو الكافر ولا يجنبها ويبعد عنها تبعيدا كاملا بحيث لا يحوم حولها فضلا عن أن يدخلها إلا الكامل في التقوس فلا ينافى هذا دخول بعض العصاة من المسلمين النار دخولا غير لازم ولا تبعيد بعض من لم يكن كامل التقوى عن النار تبعيدا غير بالغ مبلغ تبعيد الكامل في التقوى عنها والحاصل أن من تمسك من المرجئة بقوله ) لا يصلاها إلا الأشقى ( زاعما أن الأشقى الكافر لأنه الذي كذب وتولى ولم يقع التكذيب من عصاة المسلمين فيقال له فما تقول في قوله ) وسيجنبها الأتقى ( فإنه يدل على أنه لا يجنب النار إلا الكامل في التقوى فمن لم يكن كاملا فيها كعصاة المسلمين لم يكن ممن يجنب النار فإن أولت الأتقى بوجه من وجوه التأويل لزمك مثله في الأشقى فخذ إليك هذه مع تلك وكن كما قال الشاعر على أنني راض بأن أحمل الهوى
وأخرج منه لاعلى ولاليه
قيل اراد بالأشقى والأتقى الشقي والتقي كما قال طرفة بن العبد تمنى رجال أن أموت وإن أمت
فتلك سبيل لست فيها بأوحد