"""""" صفحة رقم ٧٢ """"""
يقال رجعته أرجعه رجعا ورجع هو يرجع رجوعا
ق :( ٤ ) قد علمنا ما.....
ثم رد سبحانه ما قالوه فقال ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ) أي ما تأكل من أجسادهم فلا يضل عنا شيء من ذلك ومن أحاط علمه بكل شيء حتى انتهى إلى علم ما يذهب من أجساد الموتى في القبور لا يصعب عليه البعث ولا يستبعد منه وقال السدى النقص هنا الموت يقول قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى لأن من مات دفن فكأن الأرض تنقص من الأموات وقيل المعنى من يدخل في الإسلام من المشركين والأول أولى ( وعندنا كتاب حفيظ ) أي حافظ لعدتهم وأسمائهم ولكل شيء من الأشياء وهو اللوح المحفوظ وقيل المراد بالكتاب هنا العلم والإحصاء والأول أولى وقيل حفيظ بمعنى محفوظ أي محفوظ من الشياطين أو محفوظ فيه كل شيء
ق :( ٥ ) بل كذبوا بالحق.....
ثم أضرب سبحانه عن كلامهم الأول وانتقل إلى ما هو أشنع منه فقال ( بل كذبوا بالحق ) فإنه تصريح منهم بالتكذيب بعدما تقدم عنهم من الاستبعاد والمراد بالحق هنا القرآن قال الماوردي في قول الجميع وقيل هو الإسلام وقيل محمد وقيل النبوة الثابتة بالمعجزات ( لما جاءهم ) أي وقت مجيئه إليهم من غير تدبر ولا تفكر ولا إمعان نظر قرأ الجمهور بفتح اللام وتشديد الميم وقرأ الجحدري بكسر اللام وتخفيف الميم ( فهم في أمر مريج ) أي مختلط مضطرب يقولون مرة ساحر ومرة شاعر ومرة كاهن قاله الزجاج وغيره وقال قتادة مختلف وقال الحسن ملتبس والمعنى متقارب وقيل فاسد والمعاني متقاربة ومنه قولهم مرجت أمانات الناس أي فسدت ومرج الدين والأمر اختلط
ق :( ٦ ) أفلم ينظروا إلى.....
( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم ) الاستفهام للتقريع والتوبيخ أي كيف غفلوا عن النظر إلى السماء فوقهم ( كيف بنيناها ) وجعلناها على هذه الصفة مرفوعة بغير عماد تعتمد عليه ( وزيناها ) بما جعلنا فيها من المصابيح ( وما لها من فروج ) أي فتوق وشقوق وصدوع وهو جمع فرج ومنه قول امرىء القيس يسد به فرجا من دبر قال الكسائي ليس فيه تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق
ق :( ٧ ) والأرض مددناها وألقينا.....
( والأرض مددناها ) أي بسطناها ( وألقينا فيها رواسي ) أي جبالا ثوابت وقد تقدم تفسير هذا في سورة الرعد ( وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) أي من كل صنف حسن وقد تقدم تفسير هذا في سورة الحج
ق :( ٨ ) تبصرة وذكرى لكل.....
( تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ) هما علتان لما تقدم منتصبان بالفعل الأخير منها أو بمقدر أي فعلنا ما فعلنا للتبصير والتذكير قاله الزجاج وقال أبو حاتم انتصبا على المصدرية أي جعلنا ذلك تبصرة وذكرى والمنيب الراجع إلى الله بالتوبة المتدبر في بديع صنعه وعجائب مخلوقاته وفي سياق هذه الآيات تذكير لمنكري البعث وإيقاظ لهم عن سنة الغفلة وبيان لإمكان ذلك وعدم امتناعه فإن القادر على مثل هذه الأمور يقدر عليه
ق :( ٩ ) ونزلنا من السماء.....
وهكذا قوله ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) أي نزلنا من السحاب ماء كثير البركة لانتفاع الناس به في غالب أمورهم ( فأنبتنا به جنات ) أي أنبتنا بذلك الماء بساتين كثيرة ( وحب الحصيد ) أي ما يقتات ويحصد من الحبوب والمعنى وحب الزرع الحصيد وخص الحب لأنه المقصود كذا قال البصريون وقال الكوفيون هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه كمسجد الجامع حكاه الفراء قال الضحاك حب الحصيد البر والشعير وقيل كل حب يحصد ويدخر ويقتات
ق :( ١٠ ) والنخل باسقات لها.....
( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) هو معطوف على جنات أي وأنبتنا به النخل وتخصيصها بالذكر مع دخولها في الجنات للدلالة على فضلها على سائر الأشجار وانتصاب باسقات على الحال وهي حال مقدرة لأنها وقت الإنبات لم تكن باسقة قال مجاهد وعكرمة وقتادة الباسقات الطوال وقال سعيد بن جبير مستويات وقال الحسن وعكرمة والفراء موانير حوامل يقال للشاة إذا بسقت ولدت والأشهر في لغة العرب الأول يقال بسقت النخلة بسوقا إذا طالت ومنه قول الشاعر