"""""" صفحة رقم ٧٨ """"""
سمعت ولا خطر على قلب بشر ويجوز أن يكون انتصاب غير بعيد على الحال وقيل المعنى أنها زينت قلوبهم في الدنيا بالترغيب والترهيب فصارت قريبه من قلوبهم والأول أولى
ق :( ٣٢ ) هذا ما توعدون.....
والإشارة بقوله ( هذا ما توعدون ) إلى الجنة التي أزلفت لهم على معنى هذا الذي ترونه من فنون نعيمها ما توعدون والجملة بتقدير القول أي ويقال لهم هذا ما توعدون قرأ الجمهور توعدون بالفوقية وقرأ أبن كثير بالتحتية ( لكل أواب حفيظ ) هو بدل من للمتقين بإعادة الخافض أو متعلق بقول محذوف هو حال أي مقولا لهم لكل أواب والأواب الرجاع إلى الله تعالى بالتوبة عن المعصية وقيل هو المسبح وقيل هو الذاكر لله في الخلوة قال الشعبي ومجاهد هو الذي يذكر ذنوبه في الخلوة فيستغفر الله منها وقال عبيد بن عمير هو الذي لا يجلس مجلسا حتى يستغفر الله فيه والحفيظ هو الحافظ لذنوبه حتى يتوب منها وقال قتادة هو الحافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته قاله مجاهد وقيل هو الحافظ الأمر لله وقال الضحاك هو الحافظ لوصية الله له بالقبول
ق :( ٣٣ ) من خشي الرحمن.....
( من خشى الرحمن بالغيب ) الموصول في محل جر بدلا أو بيانا لكل أواب وقيل يجوز أن يكون بدلا بعد بدل من المتقين وفيه نظر لأنه لا يتكرر البدل والمبدل منه واحد ويجوز أن يكون في محل رفع على الأستئناف والخبر أدخلوها بتقدير يقال لهم ادخلوها والخشية بالغيب أن يخاف الله ولم يكن رآه وقال الضحاك والسدي يعني في الخلوة حيث لا يراه أحد قال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب وبالغيب متعلق بمحذوف هو حال أو صفة لمصدر خشى ( وجاء بقلب منيب ) أي راجع إلى الله مخلص لطاعته وقيل المنيب المقبل على الطاعة وقيل السليم
ق :( ٣٤ ) ادخلوها بسلام ذلك.....
( ادخلوها ) هو بتقدير القول أي يقال لهم ادخلوها والجمع اعتبار معنى من اي ادخلوا الجنة بسلام أي بسلامة من العذاب وقيل بسلام من الله وملائكته وقيل بسلامة من زوال النعم وهو متعلق بمحذوف هو حال أي ملتبسين بسلام والإشارة بقوله ذلك إلى زمن ذلك اليوم كما قال أبو البقاء وخبره ( يوم الخلود ) وسماه يوم الخلود لأنه لا انتهاء له بل هو دائم أبدا
ق :( ٣٥ ) لهم ما يشاؤون.....
( لهم ما يشاؤون فيها ) أي في الجنة ما تشتهى أنفسهم وتلذ أعينهم من فنون النعم وأنواع الخير ( ولدنيا مزيد ) من النعم التي لم تخطر على بال ولا مرت لهم في خيال
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن مردويه عن أبي سعيد عن النبي ( ﷺ ) قال نزل الله من أبن آدم أربع منازل هو أقرب إليه من حبل الوريد وهو يحول بين المرء وقلبه وهو آخذ بناصية كل دابة وهو معهم أينما كانوا وأخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم عن أبن عباس في قوله ( من حبل الوريد ) قال عروق العنق وأخرج أبن المنذر عنه قال هو نياط القلب وأخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم عنه أيضا في قوله ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) قال يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله أكلت وشربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان من خير أو شر وألقى سائره فذلك قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت وأخرج أبن أبي شيبة وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والحاكم وصححه وأبن مردويه من طريق عكرمة عن أبن عباس في الآية قال إنما يكتب الخير والشر لا يكتب يا غلام اسرج الفرس يا غلام أسقني الماء وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي ( ﷺ ) أنه قال إن الله غفر لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم وأخرج أبن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترمذي وأبو نعيم والبيهقي في الشعب عن عمرو بن ذر قال قال رسول الله ( ﷺ ) إن الله عند لسان كل قائل فليتق الله عبد ولينظر ما يقول وأخرج الحكيم والترمذي عن أبن عباس مرفوعا مثله وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وأبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والحاكم في الكنى وأبن مردويه والبيهقي في البعث