"""""" صفحة رقم ٨٨ """"""
منكرون ) ارتفاع قوم على أنه خبر مبتدأ محذوف أي أنتم منكرون قيل إنه قال هذا في نفسه ولم يخاطبهم به لأن ذلك يخالف الإكرام قيل إنه أنكرهم لكونهم ابتدؤوا بالسلام ولم يكن ذلك معهودا عند قومه وقيل لأنه رأى فيهم ما يخالف بعض الصور البشرية وقيل لأنه رآهم على غير صورة الملائكة الذين يعرفهم وقيل غير ذلك
الذاريات :( ٢٦ ) فراغ إلى أهله.....
( فراغ إلى أهله ) قال الزجاج أي عدل إلى أهله وقيل ذهب إليهم في خفية من ضيوفه والمعنى متقارب وقد تقدم تفسيره في سورة الصافات يقال راغ وارتاغ بمعنى طلب وماذا يريغ أي يريد ويطلب وأراغ إلى كذا مال إليه سرا وحاد ( فجاء بعجل سمين ) أي فجاء حنيفه بعجل قد شواه لهم كما في سورة هود بعجل حنيد وفي الكلام حذف تدل عليه الفاء الفصيحة أي فذبح عجلا فحنذه فجاء به
الذاريات :( ٢٧ ) فقربه إليهم قال.....
( فقربه إليهم ) أي قرب العجل إليهم ووضعه بين أيديهم فقال ( ألا تأكلون ) الاستفهام للإنكار وذلك أنه لما قربه إليهم لم يأكلوا منه قال في الصحاح العجل ولد البقر والعجول مثله والجمع العجاجيل والأنثى عجلة وقيل العجل في بعض اللغات الشاة
الذاريات :( ٢٨ ) فأوجس منهم خيفة.....
( فأوجس منهم خيفة ) أي أحس في نفسه خوفا منهم لما لم يأكلوا مما قربه إليهم وقيل معنى أوجس أضمر وإنما وقع له ذلك لما لم يتحرموا بطعامه ومن أخلاق الناس أن من أكل من طعام إنسان صار آمنا منه فظن إبراهيم أنهم جاءوا للشر ولم يأتوا للخير وقيل إنه وقع في قلبه أنهم ملائكة فلما رأوا ما ظهر عليه من أمارات الخوف ( قالوا لا تخف ) وأعلموه أنهم ملائكة مرسلون إليه من جهة الله سبحانه ( وبشروه بغلام عليم ) أي بشروه بغلام يولد له كثير العلم عند أن يبلغ مبالغ الرجال والمبشر به عند الجمهور هو إسحاق وقال مجاهد وحده إنه إسماعيل وهو مردود بقوله وبشرناه بإسحاق وقد قدمنا تحقيق هذا المقام بما لا يحتاج الناظر فيه إلى غيره
الذاريات :( ٢٩ ) فأقبلت امرأته في.....
( فأقبلت امرأته في صرة ) لم يكن هذا الإقبال من مكان إلى مكان وإنما هو كقولك أقبل يشتمني أي أخذ في شتمي كذا قال الفراء وغيره والصرة الصيحة والضجة وقبل الجماعة من الناس قال الجوهري الصرة الضجة والصيحة والصرة الجماعة والصرة الشدة من كرب أو غيره والمعنى أنها أقبلت في صيحة أو في ضجة أو في جماعة من الناس يستمعون كلام الملائكة ومن هذا قول امرؤ القيس فالحقه بالهاديات ودونه
جراجرها في صرة لم تزيل
وقوله ( في صرة ) في محل نصب على الحال ( فصكت وجهها ) أي ضربت بيدها على وجهها كما جرت بذلك عادة النساء عند التعجب قال مقاتل الكلبي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا ومعنى الصك ضرب الشيء بالشيء العريض يقال صكه أي ضربه ( وقالت عجوز عقيم ) أي كيف الد وأنا عجوز عقيم استبعدت ذلك لكبر سنها ولكونها عقيما لا تلد
الذاريات :( ٣٠ ) قالوا كذلك قال.....
( قالو كذلك قال ربك ) أي كما قلنا لك وأخبرناك قال ربك فلا تشكي في ذلك ولا تعجبي منه فإن ما إرادة الله كائن لا محالة ولم نقل ذلك من جهة أنفسنا وقد كانت إذ ذاك بنت تسع وتسعين سنة وإبراهيم أبن مائة سنة وقد سبق بيان هذا مستوفي وجملة ( إنه هو الحكيم العليم ) تعليل لما قبلها أي حكيم في أفعاله وأقواله عليم بكل شيء
الذاريات :( ٣١ ) قال فما خطبكم.....
وجملة ( قال فما خطبكم أيها المرسلون ) مستأنفة جوابا عن سؤال مقدر كأنه قيل فماذا قال إبراهيم بعد هذا القول من الملائكة والخطب الشأن والقصة والمعنى فما شأنكم وما قصتكم أيها المرسلون من جهة الله وما ذاك الأمر الذي لأجله أرسلكم سوى هذه البشارة
الذاريات :( ٣٢ ) قالوا إنا أرسلنا.....
( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ) يريدون قوم لوط
الذاريات :( ٣٣ ) لنرسل عليهم حجارة.....
( لنرسل عليهم حجارة من طين ) أي لنرجمهم بحجارة من طين متحجر
الذاريات :( ٣٤ ) مسومة عند ربك.....
وانتصاب ( مسومة ) على الصفة لحجارة أو على الحال في الضمير والمسكنن في الجار والمجرور أو من الحجارة لكونها قد وصفت بالجار والمجرور ومعنى ( مسومة ) معلمة بعلامات تعرف بها قيل كانت


الصفحة التالية
Icon