"""""" صفحة رقم ٩١ """"""
تحمل مطرا إنما هي ريح الإهلاك والعذاب
الذاريات :( ٤٢ ) ما تذر من.....
ثم وصف سبحانه هذه الريح فقال ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) أي ما تذر من شيء مرت عليه من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم إلا جعلته كالشيء الهالك الهالك البالي قال الشاعر تركتني حين كف الدهر من بصري
وإذ بقيت كعظم الرمة البالي
وقال قتادة إنه الذي ديس من يابس النبات وقال السدي وأبو العالية إنه التراب المدقوق وقال قطرب إنه الرماد وأصل الكلمة من رم العظم إذا بلى فهو رميم والرمة العظام البالية
الذاريات :( ٤٣ ) وفي ثمود إذ.....
( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين ) ( أي وتركنا في قصة ثمود آية وقت قلنا لهم عيشوا متمتعين بالدنيا إلى حين وقت الهلاك وهو ثلاثة أيام كما في قوله تمتعوا في داركم ثلاثة أيام
الذاريات :( ٤٤ ) فعتوا عن أمر.....
( فعتوا عن أمر ربهم ) أي تكبروا عن امتثال أمر الله ( فأخذتهم الصاعقة ) وهي كل عذاب مهلك قرأ الجمهور الصاعقة وقرأ عمر بن الخطاب وحميد وأبن محيصن ومجاهد والكسائي الصعقة وقد مر الكلام على الصاعقة في البقرة وفي مواضع ( وهم ينظرون ) أي يرونها عيانا والجملة في محل نصب على الحال وقيل إن المعنى ينتظرون ما وعدوه من العذاب والأول أولى
الذاريات :( ٤٥ ) فما استطاعوا من.....
( فما استطاعوا من قيام ) أي لم يقدروا على القيام قال قتادة من نهوض يعني لم ينهضوا من تلك الصرعة والمعنى أنهم عجزوا عن القيام فضلا عن الهرب ومثله قوله فأصبحوا في دارهم جاثمين ( وما كانوا منتصرين ) أي ممتنعين من عذاب الله بغيرهم
الذاريات :( ٤٦ ) وقوم نوح من.....
( وقوم نوح من قبل ) أي من قبل هؤلاء المهلكين فإن زمانهم متقدم على زمن فرعون وعاد وثمود ( إنهم كانوا قوما فاسقين ) أي خارجين عن طاعة الله قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو وبخفض قوم أي وفي قوم نوح آية وقرأ الباقون بالنصب أي وأهلكنا قوم نوح أو هو معطوف على مفعول أخذتهم الصاعقة أو على مفعول نبذناهم أي نبذناهم ونبذنا قوم نوح أو يكون العامل فيه اذكر
الذاريات :( ٤٧ ) والسماء بنيناها بأيد.....
( والسماء بنيناها بأيد ) أي بقوة وقدرة قرأ الجمهور بنصب السماء على الأشتغال والتقدير وبنينا السماء بنيناها وقرأ أبو السماك وأبن مقسم برفعها على الإبتداء ( وإنا لموسعون ) الموسع ذو الوسع والسعة والمعنى إنا لذو سعة بخلقها وخلق غيرها لا نعجز عن ذلك وقيل لقادرون من الوسع بمعنى الطاقة والقدرة وقيل إنا لموسعون الرزق بالمطر قال الجوهري وأوسع الرجل صار ذا سعة وغنى
الذاريات :( ٤٨ ) والأرض فرشناها فنعم.....
( والأرض فرشناها ) قرأ الجمهور بنصب الأرض على الأشتغال وقرأ أبو السماك وأبن مقسم برفعها كما نقدم في قوله ( والسماء بنيناها ) ومعنى فرشناها بسطناها كالفراش ( فنعم الماهدون ) أي نحن يقال مهدت الفراش بسطته ووطأته وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها
الذاريات :( ٤٩ ) ومن كل شيء.....
( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) أي صنفين ونوعين من ذكر وأنثى وبر وبحر وشمس وقمر وحلو ومر وسماء وأرض وليل ونهار ونور وظلمة وجن وإنس وخير وشر ( لعلكم تذكرون ) أي خلقنا ذلك هكذا لتتذكروا فتعرفوا أنه خالق كل شيء وتستدلوا بذلك على توحيده وصدق وعده ووعيده
الذاريات :( ٥٠ ) ففروا إلى الله.....
( ففروا إلى الله أني لكم منه نذير مبين ) أي قل لهم يا محمد ففروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم عن الكفر والمعاصي وجملة ( إني لكم منه نذير مبين ) تعليل للأمر بالفرار وقيل معنى ( ففروا إلى الله ) أخرجوا من مكة وقال الحسين بن الفضل احترزوا من كل شيء غير الله فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه وقيل فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن وقيل فروا من الجهل إلى العلم ومعنى ( إني لكم منه ) أي من جهته منذر بين الإنذار
الذاريات :( ٥١ ) ولا تجعلوا مع.....
( ولا تجعلوا مع الله إلها آخر ) نهاهم عن الشرك بالله بعد أمرهم بالفرار إلى الله وجملة ( إني لكم منه نذير مبين ) تعليل للنهي ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر أو مجنون ) في هذا تسلية لرسول الله ( ﷺ ) ببيان أن هذا شأن الأمم المتقدمة


الصفحة التالية
Icon