"""""" صفحة رقم ٩٥ """"""
يمسكه وقال أبو العالية المسجور الذي ذهب ماؤه وقيل المسجور المفجور ومنه وإذا البحار فجرت وقال الربيع بن أنس هو الذي يختلط فيه العذب بالمالح والأول أولى وبه قال مجاهد والضحاك ومحمد بن كعب والأخفش وغيرهم
الطور :( ٧ ) إن عذاب ربك.....
( إن عذاب ربك لواقع ) هذا جواب القسم أي كائن لا محالة لمن يستحقه
الطور :( ٨ ) ما له من.....
( ماله من دافع ) يدفعه ويرده عن أهل النار وهذه الجملة خبر ثان لإن أو صفة لواقع ومن مزيده للتأكيد ووجه تخصيص هذه الأمور بالإقسام بها أنها عظيمة دالة على كمال القدرة الربانية
الطور :( ٩ ) يوم تمور السماء.....
( يوم تمور السماء مورا ) العامل في الظرف لواقع أي إنه لواقع في هذا اليوم ويجوز أن يكون العامل فيه دافع والمور الآضطراب والحركة قال أهل اللغة مار الشيء يمور مورا إذا تحرك وجاء وذهب قاله الأخفش وأبو عبيدة وأنشدا بيت الأعشى كأن مشيتها من بيت جارتها
مشى السحابة لا ريث ولا عجل
وليس في البيت ما يدل على ما قالاه إلا إذا كانت هذه المشيئة المذكورة في البيت يطلق المور عليها لغة وقال الضحاك يموج بعضها في بعض وقال مجاهد تدور دورا وقيل تجري جريا ومنه قول الشاعر وما زالت القتلى تمور دماؤها
بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
ويطلق المور على الموج ومنه ناقة موارة اليد أي سريعة تموج في مشيها موجا ومعنى الآية أن العذاب يقع بالعصاة ولا يدفعه عنهم دافع في هذا اليوم الذي تكون فيه السماء هكذا وهو يوم القيامة وقيل إن السماء ها هنا الفلك وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره
الطور :( ١٠ ) وتسير الجبال سيرا
( وتسير الجبال سيرا ) أي نزول عن أماكنها وتسير عن مواضعها كسير السحاب وتكون هباء منبثا قيل ووجه تأكيد الفعلين بالمصدر الدالة على غرابتها وخروجهما عن المعهود وقد تقدم تفسير مثل هذا في سورة الكهف
الطور :( ١١ ) فويل يومئذ للمكذبين
( فويل يومئذ للمكذبين ) ويل كلمة تقال للهالك واسم واد في جهنم وإنما دخلت الفاء لأن في الكلام معنى المجازاة أي إذا وقع ما ذكر من مور السماء وسير الجبال فويل لهم
الطور :( ١٢ ) الذين هم في.....
ثم وصف المكذبين بقوله ( الذين هم في خوض يلعبون ) أي في تردد في الباطل واندفاع فيه يلهون لا يذكرون حسابا ولا يخافون عقابا والمعنى أنهم يخوضون في أمر محمد صلى الله عليه وإله وسلم بالتكذيب والاستهزاء وقيل يخوضون في أسباب الدنيا ويعرضون عن الآخرة
الطور :( ١٣ ) يوم يدعون إلى.....
( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ) الدع الدفع بعنف وجفوة يقال دععته أدعه دعا أي دفعته والمعنى أنهم يدفعون إلى النار دفعا عنيفا شديدا قال مقاتل تغل أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم ثم يدفعون إلى جهنم دفعا على وجوههم قرأ الجمهور بفتح الدال وتشديد العين وقرأ على والسلمي وأبو رجاء وزيد بن علي وأبن السميفع بسكون الدال وتخفيف العين مفتوحة أي يدعون إلى النار من الدعاء ويوم إما بدل من يوم تمور أو متعلق بالقول المقدور في الجملة التي بعد هذه
الطور :( ١٤ ) هذه النار التي.....
وهي ( هذه النار التي كنتم بها تكذبون ) أي يقال لهم ذلك يوم يدعون إلى نار جهنم دعا أي هذه النار التي تشاهدونها هي النار التي كنتم تكذبون بها في الدنيا والقائل لهم بهذه المقالة هم خزنة النار
الطور :( ١٥ ) أفسحر هذا أم.....
ثم وبخهم سبحانه أو أمر ملائكته بتوبيخهم فقال ( أفسحر هذا ) الذي ترون وتشاهدون كما كنتم تقولون لرسل الله المرسله ولكتبه المنزلة وقدم الخبر هنا على المبتدأ لأنه الذي وقع الاستفهام عنه وتوجه التوبيخ إليه ( أم أنتم لا تبصرون ) أي أم أنتم عمي عن هذا كما كنتم عميا عن الحق في الدنيا
الطور :( ١٦ ) اصلوها فاصبروا أو.....
( أصلوها فاصبروا أو لا تصبروا ) أي إذا لم يمكنكم إنكارها وتحققتم أن ذلك ليس بسحر ولم يكن في إبصاركم خلل فالآن ادخلوها وقاسوا شدتها فاصبروا على العذاب أو لا تصبروا وافعلوا ما شئتم فالأمران ( سواء عليكم ) في عدم النفع فبل أيضا تقول لهم الملائكة هذا القول وسواء خبر مبتدأ محذوف أي الأمران سواء ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي سواء عليكم