ق/١٩، قال الزمخشري: والباء للتعدية؛ يعني وأحضرت سكرة الموت حقيقة الأمر الذي انطق الله به كتبه ورسله (١)، وجعلها الزركشي للتعدية أيضًا في قوله تعالى (وَلَوْ شَاء اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) البقرة/٢٠، وجعلها للتعدية أيضًا في قوله تعالى (مِنْ نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ) النساء/٢٣.
٣-الاستعانة:
وضع المرادي ضابطها بقوله: وهي الداخلة على آلة الفعل، نحو: كتبتُ بالقلم، وضربتُ بالسيف، ومنه في أشهر الوجهين في (بسم الله الرحمن الرحيم). وذكر المرادي أن ابن مالك لم يذكر باء الاستعانة في التسهيل؛ وأدرجها في باء السببية.
وصرّح المرادي بأن الباء التي في الأفعال المنسوبة إلى الله - سبحانه وتعالى - لا يجوز أن تكون فيها الباء للاستعانة، ويجوز أن تكون الباء للسببية (٢).
وللتفرقة بين باء الاستعانة، وباء السبب، ننظر فيما أدخلت عليه، فإن كان آلة يستخدمها الفاعل لأداء الفعل كانت الباء للاستعانة، وإن كان سببًا أو علة لحدوثه كانت الباء فيها للسبب.
وذكر المبرد باء الاستعانة (٣)، وصرّح به الرماني ومثّل لها بـ (كتبتُ بالقلم وقطعتُ بالمدية) (٤)، وقال الزمخشري: ويدخل باء الاستعانة في نحو: كتبتُ بالقلم،

(١) الكشاف ٤/٢١.
(٢) الجنى الداني ص٣٨
(٣) المقتضب ١/٣٩
(٤) معاني الحروف ص٣٦


الصفحة التالية
Icon