بمقتضي الأسماء والصفات وبناءً عليها يكون موقف الموجودات الأخرى من هذا المجود الموصوف بها ويكون سلوكهم تجاهه، فقد يقبلونه أو يرفضونه، وقد يحبونه أو يبغضونه، وقد يكون له من الأسماء والصفات ما يحملهم على الرهبة منه والرغبة إليه، فيجلّونه ويقدرونه، ويدينون له ويسلمون نفوسهم وقلوبهم إليه، ويلقون إليه بكل أحمالهم وأثقالهم مؤمنين واثقين أنه - وحده - بأسمائه وصفاته هو القادر على أن يرفع عن كواهلهم الأثقال والأحمال، قائلين في ضراعة وابتهال وتوسل: (لا حول ولا قوة إلا بالله) تجردًا عن حولهم وقوتهم، وإذعانًا وثقةً في حوله وقوته - سبحانه وتعالى - وقد يحدث العكس، فيدرك الناس من صفات بعض الموجودات وأسمائها ما يحملهم على بغضه ومقته، والابتعاد عنه والاستعاذة منه، معبرين عن كل ذلك بقولهم: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
وخلاصة ذلك: أن الصفات والأسماء هى التى تحدد الموجود وتبين مدى ما يتسم به من خير أو شر، وما يمكن أن يحققه للناس من نفع أو ضر، ومن ثمَّ تكون صلات الناس وعلاقتهم به.
رابعًا: الأسماء والصفات تميز الحق من الباطل:
إن الأديان كثيرة، الحق منها دين واحد، والباطل منها كثير، لا يكاد يحصى على مدار التاريخ البشري، وكل ذي دين - حقًا أو باطلًا - له إله يعبده ويدين له، فالآلهة التي يدين بها الناس كثيرة، لكن إلهًا واحدًا هو الحق، والآخرون آلة لا وجود لها على الحقيقة إلا في أخيلة أصحابها.
فكيف نتعرف على الإله الحق، ونميزه عن الآلهة الكثيرة المزعومة؟ لا سبيل إلى ذلك إلا من خلال الأسماء والصفات التى يعتقدها أصحاب كل دين في الإله الذى يؤمنون به، ويدينون له.