وهكذا في كل الأديان، وبالنسبة إلى كل الآلهة التى يعبدها الناس من دون الله الحق - سبحانه وتعالى - تكون وسيلتنا لمعرفتها والحكم عليها من خلال معرفتنا بأسمائها وصفاتها التى يخلعها أصحابها عليها ويثبتونها لها.
خامسًا: حقائق الأسماء والصفات غيب:
من الأمور المسلمة أن ذات الله - تعالى - لا تدرك، وكذلك حقائق أسمائه - سبحانه، وصفاته، فنحن لا نعرف من صفاته - تعالى - إلا أسماءها فقط، لكن حقيقتها غيب عنا.
فمن صفات الله وأسمائه سبحانه: (الحي)، ونحن نؤمن بأنه سبحانه - ليس حيًا فحسب بل نؤمن بأنه - تعالى - (الحي)، ونحن لا ندرك من اسم الله هذا إلا الأحرف الثلاثة التى يتكون منها الاسم: الحاء والياءين: (ح ي ي) وإذن فكل ما نعرفه هو اسم الصفة، أو الألفاظ والأحرف التى يتركب منها الاسم. وأما حقيقة ذلك الاسم الشريف حقيقة (الحياة) التى يتصف بها الله - عز وجل - فلا يدركها أحد إلا الله - سبحانه وتعالى - ومثل ذلك يقال في السميع، والبصير، والعليم، والمريد والقدير... إلى آخر أسمائه - تعالى - وصفاته. فلا يمكن لأحد على الإطلاق أن يدرك كيف هى حياة الله - جل وعلا - أو كيف هو سمعه وبصره - سبحانه، أو كيف تعمل قدرته في المقدورات، فيحي ويميت ويشفي ويمرض... إلي آخر ما يقع تحت قدرة الله سبحانه ولقد أراد أحد الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - أن يعرف شيئا من حقيقتها، فلم يكشف الله - تعالى - له شيئًا سوى آثار القدرة وليس حقيقتها، ولا كنهها، ويقول الله - عز وجل - (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة/٢٦٠، فكان الذى رآه أبو الأنبياء (إبراهيم) ÷ إنما هو أثر من آثار القدرة التى نراها منبثة في كل مناحي الحياة، ولم يكن هنالك