من فرق سوى أننا نرى آثار قدرة الله - تعالى- في أنفسنا وما حولنا تسير على قوانين ونواميس ثابتة مألوفة لنا، وما رآه (الخليل) ÷ كان على غير تلك القوانين والنواميس، خارقًا لها وخارجًا عليها.
سابعا: إطلاق بعض أسماء الله - سبحانه - على الخلق:
إن من صفات الله - تبارك وتعالى - الوحدانية، وهى تعنى أن الله - سبحانه وتعالى - - واحد في ذاته فلا توجد ذات تشبه ذاته، واحد في صفاته، فلا توجد صفة تشبه صفاته - - سبحانه وتعالى - واحد في أفعاله، فلا يوجد فعل يشبه فعله - - سبحانه وتعالى -.
لكن قد يشكل على ذلك أن بعض أسمائه الحسنى - سبحانه وتعالى - - قد تطلق على الخلق فيوهم ذلك نوعًا من التشبيه أو التمثيل، سواء في الذات أو في الأفعال.
أما في الذات فإن من أسمائه - - سبحانه وتعالى - - أنه (الحي) (السميع) (البصير)، وهى من صفات المخلوقين، فأنا (حي) (سميع)، (بصير) وفي صفات الأفعال قد يقال عن إنسان إنه (مانع)، بل قد يزاد فيها فيقال (منَّاع) وقد يوصف بأنه (ضار) (نافع)، ولكن هذا الإشكال يزول حين نعرف أن القدر المشترك في هذه الصفات والأسماء إنما هو ألفاظها فقط.
أما حقائقها فتختلف وتتباين تباين الخالق عن المخلوقين فليس بين الخالق والمخلوق من هذه الأسماء إلا أسماؤها فقط.
وذلك يتضح إذا نظرنا إلى صفة الحياة والسمع والبصر، فأسماء هذه الصفات تطلق على المخلوقين، وهي في حقيقتها من أسماء الله تعالى.
وحين ننظر في حياتنا فسوف نجدها (آلات وأشراط) بمعنى: أن الحياة لكي تتحقق فيَّ لابد من وجود آلات مثل الرأس والجسم وما في داخل الرأس من مخ ومراكز للإحساس والتنفس وغير ذلك، ثم ما في داخل الجسم من آلات وأجهزة