كالجهاز التنفسي بآلاته الكثيرة، والجهاز الهضمي بآلاته ومعداته، والجهاز الدوري، وغير ذلك من عشرات الآلات والأجهزة. هذا من حيث (الآلات) وأما (الأشراط) فنعني بها الشرائط التى لابد من توافرها لكي تعمل هذه الآلات والأجهزة.
فلابد من وجود الهواء بنسب معينة للغازات التى يتركب منها ولا بد من وجود الغذاء والشراب ولابد من التعاون بين هذه الأجهزة والآلات والتنسيق بينها إلى آخر آلاف الأشراط التى لابد من توافرها بجانب توافر الآلات والأجهزة حتى تعمل هذه كلها وتتحقق الحياة، على أننا يجب ألا نغفل أمرًا على جانب من الأهمية فقد تتوافر كل الآلات وشرائط عملها ثم لا تعمل. وقد تكون كلها على أحسن حالاتها من حيث العمل وتحقق الحياة، ثم يتوقف كل شئ فجأة وتنتهي الحياة ومثل ذلك يقال في السمع والبصر، فالسمع لابد له من آلات، كالأذن الخارجية، والوسطي، والداخلية، وأعصاب السمع، ومراكزه في المخ، إلى آخر هذه الآلات.
ثم لابد من وجود مصدر للصوت، وأن تكون ذبذبات الصوت على مستوى معين، فلا هي حادة جدًا، ولا هى بطيئة جدًا، فإن الذبذبات إن زادت على حد معين، أو انخفضت عن حد معين فسد الأمر كله، ولم تحقق صفة السمع فينا.
نتساءل بعد ذلك هل حياة (الله) - تعالى- كذلك؟ نعني هل هى حياة آلات وأشراط مثل حياة المخلوقين؟ وهل سمع الله - - سبحانه وتعالى - كذلك؟
- الجواب - بطبيعة الحال -:
لا، فإن (الله) - تعالى - حيٌ سميع بصير. وحقائق هذه وغيرها من أسماء الله الحسنى، وصفاته العلى لا يعلمها إلا هو - سبحانه وتعالى - عما يشركون.


الصفحة التالية
Icon