المبحث الخامس
أسماء الله الحسنى
أولًا: منزلة الأسماء الحسنى:
إن أسماء الله الحسنى هى أعظم الأسماء وأشرفها وأسماها وأجلها وأقدسها، لأن شرف الاسم من شرف المسمَّى، وشرف العلم من شرف المعلوم، وسمو الذكر من سمو المذكور، وليس من شك في أن الله - سبحانه وتعالى - هو أشرف مسمى، والعلم به أشرف العلوم، وذكره أسمى الأذكار وأسماؤه - - سبحانه وتعالى - - هى أعظم الأسماء، فكل اسم لله - سبحانه وتعالى - - هو شريف وعظيم، وليس ذلك لذات الاسم، كما بينا. ولكنه للمسمَّى - - سبحانه وتعالى - - الذى اكتسبت الأسماء شرفها وسموها وعظمتها من الارتباط به - سبحانه وتعالى -.
إذا عرفنا ذلك أن أسماء الله - تعالى - كلها عظيمة شريفة سامية مقدسة فهل هناك تفاوت بين الأسماء الشريفة من حيث العظمة حتى يكون من بين تلك السماء العظيمة ما يطلق عليه أنه (اسم الله الأعظم) ؟
ذهب جماعة من العلماء إلى: أن أسماء الله - - سبحانه وتعالى - - كلها عظيمة مقدسة، وأنها كلها في المنزلة العظيمة على مرتبة واحدة، ومن ثمَّ فلا يجوز أن يوصف واحد منها بأنه أعظم، لأن في ذلك تفرقة بين الأسماء، ولأن وصف بعضها بأنه أعظم فيه إشارة إلى أن غيره ناقص، جلت أسماء الله عن ذلك.
ولكن هؤلاء الذين ذهبوا إلى هذا الرأي قد خالفوا في أمر واضح، وأغفلوا بديهة شرعية، نعني بذلك الوقوف عند حدود النصوص الواردة وترك الاجتهاد والقياس وإعمال الرأي في وجود النص، فإن الثابت من كتب السنة أن رسول الله < قد أشار في بعض أحاديثه إلى اسم (الله الأعظم) وقد بيَّن في أحاديث صحاح أن الآية التى


الصفحة التالية
Icon