فيها (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) هى أعظم آية من القرآن المجيد وكل القرآن عظيم فقد روي عن أبي بن كعب " قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - <- «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَىُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ». قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَىُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ». قَالَ قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ. قَالَ فَضَرَبَ فِى صَدْرِى وَقَالَ «وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» (١).
وفي هذا دلالة على أن آية الكرسي هى أعظم آية في كتاب الله - عز وجل - وكله عظيم، ولم يقل أحد بأن النص على أن آيةً بعينها أعظم فيه إشارة إلي نقص الآيات الأخر، أو التهوين من شأنها، جلّت آيات الله عن ذلك.
وروي عن عائشة ل أنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الأَحَبِّ إِلَيْكَ الَّذِى إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ وَإِذَا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ فَرَّجْتَ». قَالَتْ وَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ «يَا عَائِشَةُ هَلْ عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَلَّنِى عَلَى الاِسْمِ الَّذِى إِذَا دُعِىَ بِهِ أَجَابَ». قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى فَعَلِّمْنِيهِ. قَالَ «إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِى لَكِ يَا عَائِشَةُ». قَالَتْ فَتَنَحَّيْتُ وَجَلَسْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِيهِ. قَالَ «إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِى لَكِ يَا عَائِشَةُ أَنْ أُعَلِّمَكِ إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِى لَكِ أَنْ تَسْأَلِى بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا». قَالَتْ فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَدْعُوكَ اللَّهَ وَأَدْعُوكَ الرَّحْمَنَ وَأَدْعُوكَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ وَأَدْعُوكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ أَنْ تَغْفِرَ لِى وَتَرْحَمَنِى. قَالَتْ فَاسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ «إِنَّهُ لَفِى الأَسْمَاءِ الَّتِى دَعَوْتِ بِهَا» (٢).
وهذا الحديث واضح الدلالة على أن أسماء الله - تعالى- من بينها اسم هو أعظمها، وأن هذا الاسم الأعظم له خصائص لا تتوافر لغيره وأظهر خصائصه
(٢) رواه ابن ماجه (٣٩٩٢).