هذه أربعة مواضع من كتاب الله - تعالى - ورد فيها ذكر الأسماء الحسنى وصاحب ذكرها الحض على أن ندعو الله - تعالى - بها.
أما السنة فقد وردت فيها أحاديث عديدة عن الأسماء الحسنى منها ما اكتفي بذكر مكانتها وجزاء من يحفظها، ومنها ما أضاف إلي ذلك ذكر الأسماء. فقد روي عن أبي هريرة " رِوَايَةً قَالَ «لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا، لاَ يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهْوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ» (١).
فأسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد معين، ولم يرد في النصوص الصحيحة ما يدل على حصرها بعدد معين. وأما حديث: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» فليس فيه ما يدل على حصر الأسماء بالعدد المذكور، وقد نقل الإمام النووي: - اتفاق العلماء على هذا، فقال:
" واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه - سبحانه وتعالى -، فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء" (٢).
فجملة " من أحصاها " مكملة للجملة الأولى، وليست استئنافية منفصلة، ونظير هذا قول العرب: إن لزيد ألف درهم أعدّها للصدقة، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم (٣).
والذى يدل على صحة هذا حديث عبد الله بن مسعود " أن النبي < قال «مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّى عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (١٧/٥).
(٣) شأن الدعاء للخطابي ص٢٤.