نَاصِيَتِى بِيَدِكَ مَاضٍ فِىَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِىَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِى كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِى وَنُورَ صَدْرِى وَجَلاَءَ حُزْنِى وَذَهَابَ هَمِّى. إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً». قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ «بَلَى يَنْبَغِى لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا» (١)، فالذى استأثر الله به في علم الغيب عنده لا نعلم ما هو، ولا كم هو، ففيه دلالة على ان أسماء الله غير محصورة.
وكذلك، فإنه لم يثبت حديث صحيح في تعيين التسعة والتسعين اسمًا وعليه، فإن الذى يجزم بتعيين هذا العدد من الأسماء من الكتاب والسنة فإن جزمه غير سليم، لأنه لم يقم على تعيينها دليل يصح القول به، والأسماء في الكتاب والسنة أكثر من هذا العدد، لأن أصح رواية سردت الأسماء من الأحاديث هى رواية الوليد بن مسلم التى رواها الترمذي وغيره، وسرد الأسماء فيها ضعيف، وفي الكتاب والسنة أسماء لله لم ترد في حديث الترمذي، مثل (الرب)، (المنان)، (الوتر)، السبوح)، (الشافي).... إلخ.
وعلى هذا نخلص بنتيجتين:
١- أن أسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد معين.
٢- أنه لم يرد في تعيين الأسماء التسعة والتسعين حديث صحيح وغاية ما هنالك من سرد الأسماء، إنما هو من اجتهادات بعض العلماء، التى يندرج فيها الصواب والخطأ، وفي عدم تعيينها حكمة بالغة، وهى أن يتطلبها الناس ويتحرونها في كتاب الله، وسنة رسوله <، حتى يحرص العباد ويجتهدوا في عبادة الله بجميع ما يعرفون من الأسماء الحسنى.

(١) أخرجه أحمد (١/٣٩١).


الصفحة التالية
Icon