تطيقوا وتبلغوا كل الاستقامة، والمعنى: أن يطيق العبد الأسماء الحسنى، ويحسن المراعاة لها، وأن يعمل بمقتضاها.
فإذا قال: (السميع، البصير) علم ان الله يسمعه ويراه، وأنه لا تخفى عليه خافية، فيخافه في سره وعلنه، ويراقبه في كافة أحواله.
٣- المراد بالإحصاء: العقل والمعرفة، تقول العرب: فلان ذو حصاة، أي: ذو عقل، ومعرفة بالأمور، قال طرفة:
وَإِنَّ لِسَانَ المَرْءِ مَاَ لَمْ تَكُنْ لَه... حَصَاة عَلَى عَورَاته لَدَلِيلُ
فيكون معناه: أن من عرفها، وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة،
٤- المراد بالإحصاء: قراءة القرآن كاملا ن فيكون القارئ قد استوفي الأسماء كلها في أضعاف القراءة.
٥- والحق في معنى الإحصاء أنه شامل لثلاثة أمور، كما يذكر المحقق العلامة ابن قيم الجوزية، وهى:
أولًا: إحصاء ألفاظها وعدها، أو الإحاطة بها لفظا.
ثانيًا: فهم معانيها ومدلولها.
ثالثًا: دعاء الله - سبحانه وتعالى - بها، والتعبد لله بمقتضاها (١).
قال ابن بطال -: -:
" الإحصاء يقع بالقول، ويقع بالعمل، فالذى بالعمل أن لله أسماء يختص بها كالأحد والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها، كالكريم والعفو، فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها، فبهذا يحصل الإحصاء العملي وأما الإحصاء القولي