إن من أعظم ما يدعا الله به ويسأل: أن يدعا بأسمائه الحسنى، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ الأعراف/١٨٠.
ولذلك، من آداب الدعاء أن يدعو الداعي بأسماء الله الحسنى قبل طلبه وسؤاله، ومن تمام الإيمان بالأسماء الحسنى أن لا يدعى الله - - سبحانه وتعالى - - إلا بها.
إن الدعاء نوعان: دعاء مسألة وطلب، ودعاء عباده وثناء، لا يخرج الدعاء عن هذين النوعين ألبتة، كما يقرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -: - ودعاء الله بالأسماء الحسنى يشمل هذين النوعين.
وحقيقة دعاء المسألة هى: " طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره أو دفعه" (١).
وأما دعاء المسألة بالنسبة للأسماء الحسنى فهو: سؤال الله في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب، والتوسل إلى الله بالأسماء في الدعاء، فيقول الداعي: اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، وتب على يا تواب، وارزقني يا رزاق... ونحو ذلك. وقد وردت النصوص من الكتاب والسنة بذلك، فمنها قوله سبحانه في مقام تعليم عباده دعاءه: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) آل عمران/٨، ومنها ما ورد عن المصطفى < أنه أمر عائشة أن تدعو ربها تحريًا لليلة القدر، وتقول: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى» (٢).
وأما دعاء العبادة فهو التعبد لله - - سبحانه وتعالى - -، والثناء عليه بأسمائه الحسنى، فكل اسم يتعبد به بما يقتضيه ذلك الاسم، وقد وردت النصوص تبين أن من الدعاء دعاء العبادة، ومن هذه النصوص ما ورد صريحًا مثل قوله <: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» الذى سبق.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٨٠)