وقد ضعف البوصيري في مصباح الزجاجة هذا الحديث بهذا الطريق لضعف عبد الملك بن محمد الصنعاني (١)، وبهذا يصبح الحديث بهذا السند ضعيفا.
وأما الطريق الثالث: فمداره: الوليد بن مسلم الدمشقي:
ويُشعر كلام بعض العلماء بتوثيق الوليد، فنقل ابن حجر أقوال بعض العلماء فيه ومنها:
قول عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما رأيت أعقل منه.
وقول على بن المديني: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن الوليد، ثم سمعت من الوليد، وما رأيت من الشامين مثله.
وقول ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث (٢).
لكن يؤخذ على الوليد أنه يدلس تدليس التسوية.
قال أبو مسهر: الوليد مدلس، وربما دلس عن الكذابين.
قال عنه الذهبي: إذا قال: (حدثنا)، فهو حجة (٣).
وقال: كان مدلسًا، فيتقي من حديثه ما قاله فيه: (عن) (٤).
وقال ابن حجر: ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية (٥).
فالخلاصة: أنه ثقة، إذا صرح بالسماع، وهو في هذا الحديث قد صرح وأتي بلفظ (أخبرنا). وبقية رجال السند في الحديث ثقات: فشيخ الوليد بن مسلم: شعيب ابن أبي حمزة الحافظ، وهو ثقة عابد (٦).
(٢) انظر: تهذيب التهذيب (١١/١٥٢).
(٣) انظر: ميزان الاعتدال (٤/٣٤٧).
(٤) انظر: الكاشف (٣/٢٤٢).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (٢/٣٣٦).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (١/٣٥٢).