المبحث السادس
﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - غيب مطلق
إن الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - هو رأس العقيدة الإسلامية، والعقيدة الإسلامية تقوم على أُسس ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر. وهذه الأسس كلها غيب، ولكن الغيب نوعان: غيب مطلق، وغيب نسبي. و ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - غيب مطلق، والأسس الأخرى كلها غيب نسبي.
وبيان ذلك بالتفصيل فيما يلي:
أولًا: العقيدة الإسلامية:
العقيدة هى جوهر الإسلام وأصله، وهى القاسم المشترك بين الرسالات التى جاءت من قِبَل ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى -، وهى عنصر الوحدة في هذه الرسالات، والعقيدة في الإسلام تقوم على أسس ستة هى الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر.
وهذه الأسس العقدية ورد بها القرآن المجيد تارة مفصَّلة، كما في آية "البر".
يقول الله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ البقرة/١٧٧، فهذه الآية الكريمة أوردت الأسس الخمسة الأولى، ثم في آخر الآية نصت على ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ والصبر على هذه الأمور ليس هو الإيمان بالقدر ولكنه لازم الإيمان بالقدر. فإن المؤمن بالقدر من شأنه أن يصبر على البلاء ولا يحزن كقوله تعالى في سورة الحديد: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ الحديد/٢٣، وهذه الأسس تأتي أخرى في في بعض الآيات مطويًّا بعضها في البعض الآخر، وذلك كما في الآية قبل


الصفحة التالية
Icon