- سبحانه - ملك ولا نبي، ولا إنس، ولا جن، ولا أحد من خلقه، لذا كان - سبحانه - غيبا مطلقا. يقول - تعالى: -ayah text-primary">﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الأنعام/١٠٣.
أما الغيب النسبي فبقية الأسس العقدية: الملائكة، والكتب، والرسل واليوم الآخر، والقدر.
١ - الملائكة غيب نسبي:
فالملائكة غيب، لكنهم ليسوا غيبًا مطلقًا، بل هم غيب نسبي، فقد رأى بعض البشر بعض الملائكة، فالأنبياء والرسل - صلوات الله عليهم - رأوا (جبريل) - عليه السلام -، و (مريم) أم (المسيح) - عليه السلام - رأت (جبريل) وكلَّمته، و (لوط) - عليه السلام - رأى الملائكة الذين أرسلهم ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - للإهلاك قومه، وكذلك رآهم (إبراهيم) - عليه السلام - ورأتهم زوج (إبراهيم) وقد ثبت بالسنة أن كثيرين من البشر رأوا بعض الملائكة عليهم السلام.
إذن فالملائكة ليسوا غيبًا مطلقًا، فإن رؤية بعض البشر بعض الملائكة يقطع هذا الإطلاق ويجعل الغيب نسبيًا بحيث يقال: عن الملائكة غيب بالنسبة إلى من لم يرهم، لكنهم ليسوا غيبًا بالنسبة إلى من رآهم، وهذه هى علة التسمية ومنطلقها.
٢ - والكتب غيب نسبي:
ونحن نؤمن بكتب ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - ما ذكر منها في القرآن الكريم وما لم يذكر، وكلها - عدا القرآن الكريم - ما بين مفقودٍ ومحرفٍ، ويبقى بين أيدينا - والحمد لله- كتاب ﴿الله﴾ الفرقان، لكن الكتب السابقة غيب بالنسبة إلينا وليست غيبًا بالنسبة إلى من أنزلت عليهم فقرأوها وتدارسوها، فكل قوم نزل عليهم كتاب رأوا ذلك الكتاب، فهو ليس غيبًا بالنسبة إليهم، وإن كان غيبًا