بالنسبة إلى من لم يروه أو يقرأوه؛ وبذلك تكونت الكتب غيبًا نسبيًا وليست غيبًا مطلقًا.
٣ - وكذلكم الرسل غيب نسبي:
فنحن نؤمن برسل كثيرين، أخبرنا ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - عنهم، ونحن نؤمن بجميع الرسل ما قصَّه الله - سبحانه وتعالى - علينا وما لم يقصصه وما عرفناه منهم، آمنا به تفصيلًا، وما لم نعرفه آمنا به إجمالًا.
وهؤلاء الرسل غيب بالنسبة إلينا لكنهم غيبًا بالنسبة إلى الذين عاصروهم من أقوامهم وعايشوهم وسمعوا منهم وأخذوا عنهم. فكل رسول أو نبي رآه قومه الذين أرسلوا إليهم أو بعث فيهم، فليس غيبًا بالنسبة إلى هؤلاء، وإن كان غيبًا بالنسبة إلينا، وبذلك يكونون - عليهم صلوات الله وسلامه - غيبًا نسبيًا وليسوا غيبًا مطلقًا.
٤ - ومثل ذلك يُقال في اليوم الآخر:
فإن اليوم الآخر ليس ذاتًا تُدرك وتُحس وتُرى، ولكنه أحداث ووقائع، وقد اشتمل القرآن المجيد على أخبار كثيرة وأوصاف عديدة لذلك اليوم وما يدور فيه حتى كأنه واقع ملموس. وإخبار القرآن حق وصدق، أخبرنا عن البعث والحشر والحساب، ثم عن الجنة، ونقل إلينا بعض ما فيها وما أعده الله - سبحانه وتعالى - لأهلها، وكذلك عن جهنم أعاذنا الله منها، وكذلك نقل إلينا رسولنا - ﷺ - في أحاديث كثيرة وقائع سوف تكون يوم القيامة، وأحداثًا سوف تكون في الآخرة، وهذه الوقائع والأحداث لم تقع بعد، ولكن الله - سبحانه وتعالى - يعلم أنها ستقع، فنقلها على هيئتها التي سوف تقع عليها إلى رسوله - ﷺ - ونقلها الرسول - ﷺ - إلينا فأضحت معلومة لنا كأننا نعيش اليوم الآخر ونرى تلك الأحداث بأبصارنا، من هنا قلنا: إن اليوم الآخر غيب نسبي.
٥ - والقدر غيب نسبي:


الصفحة التالية
Icon