المبحث السابع
علاقة الله - سبحانه وتعالى - بالعالم
﴿الله﴾ هو الوجود الحق، وهو - عز وجل - الحق المطلق، تستمد منه كل حقيقة وجودها. فالله - سبحانه وتعالى - هو مصدر الخلق ومصدر الرزق، ومصدر الحفظ، ومصدر الفعل إن حدث فعل، ومصدر الفناء إن حدث فناء فالله - سبحانه وتعالى - هو الخالق، ثم هو - سبحانه وتعالى - الحافظ لما خلق، فالكل محتاج إليه في وجوده، ومحتاج إليه في استمرار ذلك الوجود، وهو - سبحانه وتعالى - غني بذاته عن الخلق أجمعين.
وعلاقة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بالعالم هى علاقة الخالق بالمخلوق والفاعل بالمفعول، والصانع بالمصنوع.
وخلق ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - وفعله وصنعه لا يحتاج مادةً، ولا آلةً، ولا مكانًا ولا زمانًا، ولا شيئًا مما يكون في عالم الخلق، ولكنه يقوم على أمر واحد فقط، وهو إرادة الله - سبحانه وتعالى - ومشيئته، فإذا أراد ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بإيجاد شئ قال له (كُنْ) فيكون الشئ على مقتضى ما علم الله تعالى وأراد: يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ يس/٨٢، و ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - كان ولم يكن شئ معه ولا قبله فهو - سبحانه وتعالى - الأول بلا ابتداء، ثم أوجد ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - هذا العالم على مقتضى ما علم وأراد.
أولًا: علاقة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بالعالم تتمثل في أمور خمسة:
١- علاقة الخلق والإيجاد:
فكل شئ كان عدمًا محضًا، ولم يكن سوى ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى -، ثم خلق ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - كل شئ وأوجده وصنعه، يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ هود/٧.
٢-
٣-


الصفحة التالية
Icon