فوائد الرحمة والشفقة على الخلق (١)
كم في كتاب الله من الآيات، وكم في السنة من النصوص المحكمات التي فيها الحث على الرحمة والشفقة على الخلق، صغيرهم وكبيرهم، وغنيهم وفقيرهم، وقريبهم وبعيدهم، برهم وفاجرهم، بل وعلى جميع أجناس الحيوان، وكم فيها من الترغيب في الإحسان، وأن الراحمين يرحمهم الرحمن والمحسنين يحسن إليهم الديان، وأن الله كتب الإحسان على كل شئ حتى في إزهاق النفس من الإنسان والحيوان تبارك وتعالى، وشرع الله كل رحمة وحكمة وبر وفضل وامتنان، لقد وسعت رحمة الله كل شئ، وأمر بإيصال المنافع إلى كل حي أَمَا أمر بإعطاء المحتاجين وحث على إزالة الضرر عن المضرين، وعلى الحنو على الصغار والكبار وجميع العالمين؟ أما قال صلى - ﷺ -: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِى الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ» (٢).
وقال: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» (٣).
أما ندبك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتحسن إلي من أساء إليك وقال (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت/٣٤، أما أباح للمظلوم أن يأخذ حقه بالعدل وندبه إلي طريق الإحسان والفضل فقال (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ

(١) بتصرف من (الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة) للعلامة عبد الرحمن السعدي.
(٢) رواه الترمذي (٢٠٤٩)
(٣) رواه مسلم (١٩٥٥).


الصفحة التالية
Icon