وقال النووي: قال أبو علي بن أبي هريرة: هي آية من أول كل سورة غير براءة قطعًا (١). اهـ
وجاء في تشنيف المسامع: أن العمراني حكى في زوائده عن صاحب الفروع: أنا إذا قلنا: إنها من الفاتحة قطعًا كفرنا نافيها، وفسقنا تاركها (٢).
قال الباقلاني: فإن قيل: فإذا قلتم: إن بسم الله الرحمن الرحيم ليست آية من الحمد، ولا من كل سورة هي في افتتاحها، فهل تكفرون من قال: إنها من الحمد؟
قيل له: لا... بل الواجب أن نقول: إن معتقد كونها من الحمد، ومن كل سورة أو آية منزلة مفردةٍ فاصلة بين السور، مخطئ ذاهب عن الحق... وكان بذلك متأولًا ضربًا من التأويل، لا يصيّره بمنزلة من ألحق بالقرآن ما قد علم ضرورة من دين الرسول، وباتفاق أمته أنه ليس من القرآن (٣).
وقال ابن تيمية: قطع بعض هؤلاء؛ كالقاضي أبي بكر بخطأ الشافعي، وغيره، ممن أثبت البسملة، آية من القرآن في غير سورة النمل؛ لزعمهم أن ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن، فإنه يجب القطع بنفيه، والصواب: القطع بخطأ هؤلاء (٤).
وقال ابن السبكي: واعلم: أنّ ذكر هذه المسألة في الأصول فضول، وذهاب القاضي أبي بكر إلى أنها قطعية ضعيف....
وقول القاضي: أستخيرُ الله وأقطع بخطأ الشافعي، معترض: بأنا نبادر إلى القول بتخطئة القاضي من غير توقف، ولا تلعثم؛ لأنّ الإقدام على ذلك خير محض، وعبادة بتة... (٥)
ثم قال بعد ذلك: وقد وقع في شرح القطب الشيرازي:" أنّ القاضي قال: إن الخطأ فيها إن لم يبلغ إلى حد التكفير، فلا أقل من التفسيق.

(١) المجموع شرح المهذب. ٣٣٣ / ٣
(٢) تشنيف المسامع ١/٣١٠
(٣) الانتصار للقرآن ٢٦٥ / ١، وانظر: المستصفى ٠ ١٠٣ - ١٠٢ / ١
(٤) مجموع الفتاوى ١/ ٢٦٥، وانظر: المستصفى ١/ ١٠٢ - ١٠٣
(٥) رفع الحاجب. ٨٩ / ٢


الصفحة التالية
Icon