فَأَصْبَحُوا وَلِسَانُ الحالِ يُنْشدُهُمُ... هَذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ
وقدّر المعنى في الآية: عوض جنتيهم، وفي البيت: عوض ذلك (١).
ووضع الدكتور عباس حسن الفرق بين باء البدل، وباء العوض: وهو أن البدل اختيار أحد الشيئين، وتفضله على الآخر من غير مقابلة بين الجانبين، والعوض هو دفع شئ في مقابل الآخر. وجعل الحكم في هذا للقرينة فهي تعين المراد وتوجه الذهن إليه (٢).
ويبدو أن النحاة استغنوا عن هذا المعنى بالمقابلة، كما يظهر ذلك عند الحديث عن باء المقابلة.
٩- المقابلة:
وضع المرادي ضابطها بأنها الداخلة على الأثمان والأعواض، غير أن المرادي أدخلها في باء السبب (٣)، وجعلها السيوطي للأعواض وأدخلها في باء البدل (٤)، وسمّاها النضر بن شميل باء الثمن، ومثّل له بقوله:: أشتريتُ بدرهم (٥)، وقال ابن الجوزي: وتصحب الأثمان كقولك: أشتريتُ بدرهم، وبعتُ بدينار (٦)، وجعلها السيوطي للمقابلة في قوله تعالى (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) النحل/٣٢، ورفض السيوطي جعلها للسببية في هذه الآية (٧).
(٢) النحو الوافي ٢ /٤٩٢
(٣) الجنى الداني ص٤١
(٤) الهمع ٢ /٢٠
(٥) البلغة في شذور اللغة ص١٦١
(٦) قرة العيون ص٨٠
(٧) معترك الأقران ١/٦٣٦