المطلب الرابع في القول الثالث وأدلته
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى في: حقيقة القول الثالث:
القول الثالث: إنها آية من الفاتحة، وهذا قول الإمام الشافعي وأصحابه، لاخلاف بينهم في ذلك، وهو رواية عن الإمام أحمد، ذكرها ابن قدامة (١).
والمشهور عنه القول الأول، وأمَّا ما عدا الفاتحة، فتردد مذهب الإمام الشافعي في ذلك بين قولين، واختلف أصحابه، في حمل ذلك التردد، فمنهم من حمله على أنها آية من القرآن الكريم في أول كل سورة، أو ليست بآية من القرآن.
ومنهم من حمل التردد في القولين على: أنها آية تامة برأسها في أول كل سورة، أو أنها وما بعدها آية من كل سورة، فهي بعض آية مع الجزم بأنها من القرآن.
وقد صحح الغزالي والآمدي الحمل الثاني، كما نسبه الإمام الرازي للمحققين من الشافعية.
قال الغزالي: البسملة آية من القرآن، لكن هل هي آية من أول كل سورة؟ فيه خلاف، وميل الشافعي-: - إلى أنها آية من كل سورة؛ الحمد وسائر السور،
لكنها في أول كل سورة آية برأسها، أو هي مع أول آية من سائر السور آية؟ هذا مِمَّا نقل عن الشافعي-: - فيه تردد، وهذا أصح من قول من حمل تردد قول الشافعي، على أنها هل هي آية من القرآن في أول كل سورة؛ بل الذي يصح أنها آية حيث كتبت مع القرآن، بخط القرآن فهي من القرآن (٢).
وقال مثله الآمدي في الإحكام (٣).

(١) انظر: المغني. ١٥١ / ٢
(٢) المستصفى. ١٠٢ / ١
(٣) الأحكام. ١٦٣ / ١


الصفحة التالية
Icon