وقال الإمام الرازي: ذكر بعض أصحابنا قولين للشافعي، في أنّ بسم الله الرحمن الرحيم، هل هي آية من أوائل سائر السور أم لا؟
أمَّا المحققون من الأصحاب، فقد اتفقوا على أنّ بسم الله قرآن من سائر السور، وجعلوا القولين في أنها هل هي آية تامة وحدها من أول كل سورة، أو هي وما بعدها آية (١).
قلتُ: فيتحرر أن مذهب الإمام الشافعي-: - أنّ البسملة آية من الفاتحة جزمًا، وأنها آية كاملة في أول كل سورة من سور القرآن الكريم - عدا براءة- وأن ما نسب إليه من أنها بعض آية أو آية للفصل بين السور فخلاف الصحيح عنه، وقد صرح بهذا النووي والزركشي، والعراقي.
قال النووي-: -: قد ذكرنا أن مذهبنا: أنّ البسملة آية من أول الفاتحة بلا خلاف، فكذلك هي آية كاملة من أول كل سورة، غير براءة على الصحيح من مذهبنا (٢).
وقال الزركشي-:-: هي آية من الفاتحة بلا خلاف عندنا، وكذا فيما عداها من باقي السور سوى براءة على أظهر قولي الشافعي.. وإذا قلنا: إنها آية من القرآن، فالمشهور أنها آية كاملة (٣).
وقال العراقي: وتحرير مذهب الشافعي على أنه لا خلاف في أنها آية من أول الفاتحة، وإثبات الخلاف في غيرها من السور، والصحيح: أنها آية من جميعها أيضاً، وعلى الخلاف في غير براءة... وفي غير سورة النمل (٤).
المسألة الثانية في: أدلة القول الثالث:
وقد استدل الشافعية بأدلة منها ما يلي:

(١) التفسير الكبير. ٢٠٨ / ١
(٢) المجموع شرح المهذب. ٣٣٤ / ٣
(٣) تشنيف المسامع ٣٠٨ / ١
(٤) الغيث الهامع شرح جمع الجوامع. ١٠٠ / ١


الصفحة التالية
Icon