المطلب الخامس في المسألة، وفيه ثلاث مسا ئل
المسألة الأولى في: حقيقة القول الرابع ومناقشته:
القول الرابع: إنها ليست آية من القرآن الكريم فيما عدا الفاتحة، وقد نسبه الزركشي للإمام الشافعي حيث قال: البسملة من أول الفاتحة بلا خلاف عندنا، وفيما عداها من السور، سوى براءة للشافعي أقوال... والثالث: ليست من القرآن بالكلية.
قلتُ: قد سبق تحرير مذهب الإمام الشافعي؛ في المسألة الأولى من المطلب الرابع فلايلتفت إلى ما حكي عنه هنا.
المسألة الثانية في: حقيقة القول الخامس ومناقشته:
القول الخامس: إنها آية من أول كل سورة قطعاً، وهو قول بعض الشافعية، كماقال النووي وغيره، لكن خلاف الصحيح من المذهب عندهم (١).
قال النووي: والمذهب: أنها قرآن في أوائل السور غير براءة، ثم هل هي في الفاتحة وغيرها قرآن، على سبيل القطع؛ كسائر القرآن؟ أم على سبيل الحكم؟
فيه وجهان مشهوران لأصحابنا... والصحيح: أنها ليست على سبيل القطع (٢).
فيفهم من كلامه هذا، أن هناك قول غير الصحيح يقول: هي آية على سبيل القطع.
وقال العطار: البسملة أول الفاتحة قرآن عندنا بلا خلاف... وهل هي في أوائل بقية السور قطعًا، أو حكمًا لا قطعًا؟ الجمهور... على الثاني... وظاهر كلام المتن

(١) انظر: المجموع شرح المهذب ٣٣٣ / ٣، وحاشية العطار على شرح الجلال على جمع الجوامع١ ٢٩٥ /
(٢) المجموع، الموضع السابق.


الصفحة التالية
Icon