صاحب نشر البنود، كما استحسنه الشيخ محمد الأمين، لما فيه من الجمع بين الأقوال (١).
ويظهر لي -والله أعلم- ما يلي:
أولًا: أنّ هذا القول لايخرج عن الأقوال الثلاثة الرئيسة في المسألة، وقد سبق استدلال القائلين بأنها ليست آية من أول كل سورة، بفعل من ترك الفصل بها من القراء بين السورتين، وأجاب مخالفوهم بفعل الفريق الثاني من القراء؛ وهو من يفصل بها بين السورتين (٢).
ثانيًا: أنّ في إيراد هذا القول، ضمن أقوال علماء الأصول نظر، وإن ذكره بعض الأجلاء منهم في كتبهم، فمسألة التلاوة غير مسألة القرآنية- وإن وجد بينهما تلازم ولهذا أفردها الشوكاني عن مسألة القرآنية حيث قال: وقد اختلفوا هل هي آية من الفاتحة فقط، أو من كل سورة، أو ليست بآية؟ (٣).
ثم قال: وأمَّا التلاوة فلا خلاف بين القراء السبعة، في أول فاتحة الكتاب، وفي أول كل سورة، إذا ابتدأ بها القارئ ما خلا التوبة.
وأمَّا في أوائل السور، مع الوصل بسورة قبلها، فأثبتها... وحذفها (٤).
ثم سمى من أثبتها من القرآء ومن حذفها.
فأنت ترى، أنه قد انتقل من ذكر خلاف العلماء في قرآنيتها؛ وهي موضوع هذا البحث، إلى ذكر خلاف القراء في تلاوتها، حيث قال: وأمَّا التلاوة....

(١) انظر: مجموع الفتاوى ٣٩٩ / ١٣، ونشر البنود ١٠٣ / ١، والمذكرة في أصول الفقه للشنقيطي ص٨٢ ٠
(٢) راجع الدليل السابع من أدلة القول الأول والاعتراض الوارد عليه.
(٣) نيل الأوطار ٣/٣٥.
(٤) المرجع السابق، نفس الجزء ص. ٣٦


الصفحة التالية
Icon