الجوزي في قوله تعالى (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) المطففين/٢٨، (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّه) الإنسان/٦ (١).
وذكر المالقي أن أصحاب مالك قالوا: الباء في آية الوضوء تبعيضية، فقالوا: المسح في الوضوء ببعض الرأس؛ غير أنه في رأي الصحيح أن الباء فيها للإلصاق أما التبعيض فمجاز فيها (٢).
ويتضح لنا في هذه المسألة مدى تأثر المعنى بتقدير معنى الجار.
ونسب المرادي معنى التبعيض في الباء إلى الأصمعي، وابن قتيبة، والفارسي، وابن مالك وذكر الشواهد القرآنية السابقة، وعدّها تبعيضية في قول عمر بن أبي ربيعة:
فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذَا بِقُرُونِهَا... شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ
ورفض كونها للتبعيض في آية الوضوء (٣).
١٣- القسم:
ذكر المرادي أنها أصل حروف القسم، لأنه لا يجب حذف الفعل معها، وتدخل على المضمر، وتستعمل في الطلب وغيره، وهي جارة في القسم وغيره (٤).
وذكر ذلك ابن هشام وزاد دخولها على القسم الاستعطافي، ومثاله: بالله هل قام زيد؟؛ أي: أسألك بالله مستحلفًا (٥).
وأشار السيوطي إلى هذا المعنى، وأسنده إلى ابن جني الذي قال: الباء أصل حروف القسم (٦)، وذكر لها معنى القسم الزركشي وجعلها للقسم في قوله تعالى (
(٢) رصف المباني ص ١٤٦
(٣) الجنى الداني ص٤٤
(٤) الجنى الداني ص٤٥
(٥) مغني اللبيب ١/١٢٣
(٦) البرهان ٣/٤٣