قلتُ: وقول الشيخ رحمه الله تعالى في تفسير قوله: " فيه نظر " بأن ذلك يقتضي الطعن في صدقه، فيه نظر فقد قال البخاري في عبد الرحمن بن هاني النخعي كما في "التهذيب " (٦ / ٢٩٠) : فيه نظر، وهو في الأصل. صدوق ".
فهذا يبين أن المقتضي لا يدوم غنما يقال في العبارة يحتمل الطعن في الصدق إلا أن يقال: من قال فيه البخاري هذه العبارة مطلقة فالأصل أنها لا تشمل صدقه، إلا ان يردفها بالقرينة التى تقيد هذا الإطلاق كما في المثال الذى ذكرته. وفيه بُعْدٌ عندي. فهذا يحتاج إلى نص من الإمام، أو استقراء تتابع عليه جماعة حتى يوثق بفهمهم، ومع أننا وجدنا أن البخاري أطلق هذه العبارة في جماعة ثقات لا يشك أحد في صدقهم مثل راشد بن داود الصنعاني، وسليمان ابن داود الخولاني، وعبد الرحمن بن سليمان الرُّعيني وغيرهم والصواب ألا يُطَّرد هذا الفهم وأيضًا فتفسير اليماني رحمه الله لقول البخاري: " في حديثه نظر " تفسير حسن رايقٌ، ويضاف إليه أن البخاري قد يقول هذه العبارة ولا يقصد بها الروي أصلًا، إنما يقصد أنه حديثه لا يصحُّ، وتكون الآفة ممن دونه. والله اعلم.
وأبو ثفال هذا ذكره ابن حبان في " الثقات " إلا أنه قال: " ليس بالمعتمد على ما تفرد به ".
قال الحافظ:
" فكأنه لم يوثقه ".
وأما قول البزّار: " أبو ثفال مشهور " فهذا لا يخرجه عند حد الجهالة لا سيما أنه قال عقب الخبر:
" رباح وجدته لا نعلمها رويا إلا هذا الحديث، ولا حدث عن رباح إ لا أبو ثفال. فالخبر من جهة النقل لا يثبت ".